التنافر المعرفي حالة من التوتر والاجهاد العقلي نتيجة وجود تناقض بين المعتقد والسلوك.
يشعر الانسان بالتنافر المعرفي لأنه يقوم بدرجات ومستويات عالية من التفكير المستمر في مواقف عدة مثل
عندما يكون مطالبا بإنجاز وظائف بشكل قسري مكرها.
عندما يكون امام خيارات صعبة تضعه في حيرة بسبب تساويها في الإيجابية والسلبية عندما يكون مطالبا ببذل جهد عالي لا يتناسب مع مهاراته وقدراته المعرفية.
التنافر نتيجة التناقض بين الموقف والسلوك الإنساني
التناقض بين السلوك و القناعات يولد ضغط و توثر دهني او ما نسميه التنافر المعرفي ، على سبيل المثال لا الحصر، المدخن يعلم و يؤمن جيدا ان التدخين من اكثر عوامل خطر الإصابة بالأورام السرطانية وانه مضر بالصحة و لا فائدة ترجى من ورائه ، لكنه يستمر بالتدخين و يعيش في حالة تناقض مستمرة تولد لديه حالة من القلق و التوتر و الاجهاد النفسي و لتخفيف هذا التنافر يقوم العقل بميكانزيمات للتنسيق بين السلوك و المعتقد
اما بتغيير المعتقد
او تغيير السلوك لينسجم مع المعتقد
او بتغيير النظرة الى السلوك
وبالتالي فالمدخن يحتاج للخروج من دوامته و تخفيف الضغط على نفسه اما ان يوقف التدخين لينسجم سلوكه مع قناعاته او ان يغير ايمانه بان التدخين مضر و ان يعتقد انه مجرد عادة مسلية لا ضرر فيها ، او ان يغير نظرته لسلوكه و يرى ان في الحياة أشياء أخرى مضرة و التدخين ليس بتلك الخطورة التي يحاول المحيط ترسيخها مثلا .
علاقة التنافر المعرفي بالاضطرابات النفسية
الانسان كائن معقد و غير كامل ، و في عالمه الداخلي تتعايش الكثير من الأفكار و العواطف و الآراء و المعرفة و القيم التي لا تتناغم دائما ، لكن الديناميكية التي تنشأ. عندما يكون هناك تنافر ادراكي تفي بوظيفة وقائية لسلامة نفسيتنا ، حيث ان الامر خلاف ذلك هو القلق و العقاب الذاتي اللذين نتسبب بهما لأنفسنا لعدم الامتثال للمعايير التي نفرضها على انفسنا سيكونون مدمرين
اضطراب الشخصية النرجسية الشخصية النرجسية منسجمة مع ذاتها ، سلوك النرجسي منسجم مع قناعاته ، أفكاره و سلوكه في تناغم ، هو يعتقد انه افضل من الأخرين ، يؤمن بانه مميز و الكل عليه ان يكون في خدمته فيتصرف على هذا النحو ، لهذا يصعب علاج اضطراب الشخصية النرجسية ، لانه لا يحس بالتنافر المعرفي .
اضطراب الوسواس القهري : دائما ما يحس صاحبه بالتناقض بين سلوكه و قناعاته ، و هو في دوامة لا تنتهي من القلق و التوثر و الضغط النفسي و بالتالي فهو يختبر التنافر المعرفي ما يجعله يبحث عن علاج لحالته .
من هنا نستنتج ان وجود التنافر المعرفي مع الاضطراب النفسي مسالة إيجابية من حيث العلاج