اضطراب الهوية الجنسية مشتل الشرور

Posted on 28 سبتمبر، 2023

عبد اللطيف سندباد*

لا تستقيم الحياة إلا بعيش لعبة الخير والشر،  والتوازن بين قطبي اللعبة سر من أسرار الطاقة الكونية، وحيث توجد سلوكاتالشر والانحراف توجد سلوكات الخير والاستقامة، والكل جدلي مزدوج البنية والوظيفة، قد يبدو أن بعضهما ينفي أحيانا الآخر، بيد أن رحلة الحياة وطاقتها الدينامية كامنة في تجلي السلوكاتالخيرة والشريرة في متغيرات السلوك الانساني وأبعاده النفسية، خصوصا وأن استمرار الحياة لا تقوم الا بالغرائز ولا تتحسن إلا بها، واعتبار الجنس أصل الشرور قائم على فائض احتمال في ما يدعوه سيغموند فرويد ب ” الهو ”  وهو انحياز للفوضىالجنسية بكل مفرداتها وتفصيلاتها وأدواتها التي قد تبدو ” علمية”، لكن عمق ” الهو ” يلغي الخلق البديع المتعدد الأبعاد ليغرق الجنس في مستنقع الفوضى وأصل الشرور.

قد يبدو هذا الحكم المسبق على المقولة الشهيرة لفرويد أن “الجنس أصل الشرور ” وأن كل المسارات الحياتية تؤدي إلى الجنس هو قناعة، وإن كانت محدودة، فالاضطرابات النفسية الجنسية لدى الإنسان واشباع شهواته تختلف من شخص إلى آخر ومن جنس إلى آخر وحسب كل مرحلة عمرية ومقام بيئي، كما أن النشاط الجنسي لما تضبط تفاصيله الحفاظ على الأسرة الطبيعية والقيم المتعالية ـ بدل المواثيق الدولية الراهنة والأطروحات المحايثة للمرجعيات الغربيةـ، يكون أصل كل الخيرات والتدفقات الكونية، غير أن هذا الدور الجنسي قد تعتريه بعض الاضطرابات النفسية خصوصا على المستوى الوظيفي حيث تختل الهويات الجنسية وتظهر اضطرابات جنسية تستغلها جهات وفعاليات للسير بها قدما نحو مشاتل الشرور والمغالطات المنطقية  بيد أنها سلوكات قابلة للضبط والتعديل بإعمال التربية والتنمية للقيم الخصوصية ذات الأبعاد الإنسانية.

إن اضطراب الهوية الجنسية وإن كانت أعراضها تظهر منذ المراحل المبكرة للطفولة، حيث لا يشعر الذكر بذكوريته، ولا الأنثى بأنوثتها، فمرد ذلك، قد يوجد في خصائص  الفرد الجنسية العضوية أو ما يتلقاه من طاقة مشاعر داخل الأسرة أو المدرسة أو الشارع أو الاعلام..، إلا أن كل الدراسات المتخصصة لم تجد لاضطراب الهوية الجنسية أسبابا محددة، وإن كانت بعض العوامل لها دور في حدوثها كصمت الوالدين عن طبيعة لباس وألعاب وحركات وسكنات أبنائهم في الميل الى الجنس المعاكس وغياب القدوة الجيدة وكذا الأذى الجنسي الذي قد يتعرض له الذكور أو الاناث… وهذه الاضطرابات الجنسية في الهوية مهما كانت مزعجة وقاسية على المستوى النفسي قد تصبح مشتلا لكل شر مهدد للأسرة  والتكاثر الطبيعي بما يجد من دعم سخي من أطروحات مختزلة وأنماط تفكيكية لما بعد الحداثة لتسهيل عمليات التحول الجنسي، وتشجيع الميولات المثلية خصوصا أثناء وبعد سن المراهقة.

*كاتب صحفي مستشار أسري لايف كوتش

Responses