

admin
مدربانواع اللأسر
Posted on 28 يونيو، 2023

مفهوم الأسرة وانواعها
الأسرة عبارة عن مؤسسة اجتماعية، وبفضلها يكون المجتمع متماسكاً، ومن ثم نجد الأسرة تتأثر بشكل واضح بالتغيرات المجتمعية الطارئة والثقافات الوافدة من الخارج، لذا نلحظ التغير الذي يطرأ على الأسر من عصر لآخر، وذلك ناتج عن التبدلات والظروف الحياتية المختلفة، والانفتاح على العوالم الأخرى، والأخذ منها.
- وتُعرف الأسرة على أنها رابطة اجتماعية تجمع بين شخصين أو أكثر بروابط القرابة وصلة الدم، وقد يكون ذلك عن طريق الزواج أو التبني، وتبدأ الأسرة في التكون من خلال الزواج ثم إنجاب الأطفال أو تبنيهم، ويكون الأب والأم المحور الرئيسي لتلبية رغبات الأطفال والإشراف عليهم لضخهم للمجتمع للمساهمة فيه.
- ومن جانب آخر، يُنظر إلى الأسرة على اعتبارها علاقة بين رجل وامرأة تبدأ بالزواج وإقامة علاقة جنسية من منظور ديني وفي نطاق مُعترف به من قبل المجتمع، ويترتب على هذا الزواج حقوق وواجبات يتشارك فيها الجنسين.
- ويتم تصويب هذه الواجبات نحو الأطفال ويبرز ذلك من خلال عملية التنشئة الاجتماعية والتربية السليمة وتوفير احتياجاتهم المادية والروحية في ظل بيئة يشيع فيها الود والمحبة والاستقرار.
- وتتجه بعض الدرسات إلى التأكيد على أهمية النظر للأسرة من خلال المنظور الوظيفي لها، فالأسرة تضم الأب والأم والأطفال، مع توفير المجال لذكر الوظائف التي تقوم بها الأسرة، والنتائج الفعلية التي تقدمها للمجتمع، وذلك من خلال الواجبات التي تُكلف بها
- وطبقاً لهذا التعريف، فقد وُضعت بعض الشروط التي من الضروري أن تتوفر في الأسرة كي يُطلق عليها هذا اللفظ، وإذا لم تتوفر فيها، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن نطلق عليها لفظ الأسرة، ومن ضمن هذه المعايير:
- الرعاية الأسرية والعاطفية.
- المشاركة في كافة الموارد المادية.
- العناية بالأطفال والاهتمام بهم حتى سن النضوج والقدرة على التفاعل مع المجتمع والمساهمة في عملية تماسكه وتقدمه.
- نقل التراث من جيل إلى جيل.
- الالتزام العائلي وتقسيم المسؤوليات والأعمال وتوزيعها بين أفراد الأسرة.
- تحديد هوية الأفراد التي تتعهد الأسرة بهم بشكل قانوني.
وبالمجيء لأنواع الأسرة، فقد أكدت بعض الدراسات على أن الأسر لها أشكال وأنواع قد تعارف عليها العلماء، ومنها:
- الأسرة النووية : وتتكون من أب وأم وأولادهما الذكور والإناث غير المتزوجين، ولا ضراوة في أن يقيم معهم أحد الأقارب كالأخت أو الأخ.
- الأسرة الممتدة: وتتألف من الأب والأم وأولادهما الذكور والإناث غير المتزوجين والأولاد وزوجاتهم وأبنائهم والأقارب كالعم والعمة والإبنة الأرملة، ويسكنون في نفس محل الإقامة تحت إشراف من الأب أو كبير العائلة أو الجد.
- أسرة التوجيه: وتمثل المرحلة الأولى من تكوين الأسرة النووية حيث تضم الأب والأم والأولاد غير المتزوجين.
- أسرة الإنجاب: وتنشأ هذه الأسرة عندما يتزوج الابن ويكون أسرة نووية جديدة، فعندئذاً تسمى الأسرة الأولى أسرة الانجاب.
- أسرة زوجية: وتضم الأب والأم وأولادهما الإناث والذكور غير المتزوجية، ولا يقيم أي فرد من الأقارب معهم.
- أسرة الوصايا: ويكون فيها أعضاء الأسرة أوصياء على اسم الأسرة وأملاكها ونسبها وحسبها.
- الأسرة المنزلية: ويُشتق هذا النوع من أسرة الوصايا، ونلاحظ فيها تضاعف وثقل سلطة الدول، وانخفاض سلطة الأسرة.
- الأسرة الذرية: وفي هذا النوع تقل سلطة الأسرة حد الزوال والتلاشي، وتتضاعف سلطة الدول، ويظهر ذلك في تنظيم سلوكيات أفراد الأسرة وتحديد النسل.
خصائص الأسرة
الأسرة كنظام اجتماعي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بجوهر المجتمع يمتاز بعدة خصائص تعبر عن روح هذا المفهوم والغاية التي يستهدفها ويتضمنها، ومن خصائص الأسرة الآتي:
- تعتبر الأسرة أكثر الأنظمة والأنواع اجتماعية في تكوينها، فلا يخلو مجتمع من المجتمعات من وجود الأسرة، فهي اللبنة الأولى نحو تأسيس النظم الاجتماعية والعلاقات القائمة بين البشر.
- الأسرة هي النظام الذي يحدد تصرفات أفراده وسلوكياتهم تجاه المجتمع، فهي تشكل حياتهم وتصيغها في قوالب مقبولة اجتماعياً، وتضفي عليهم خصائصها وأعرافها وطبيعتها التي تمتاز بها وتجعلها أكثر اختلافاً عن غيرها في النطاق المسموح لذلك.
- تقوم الأسرة على أكثر الدوافع عمقاً في طبيعتها البشرية، وهو الدافع الجنسي الذي يحافظ على التوازن والبقاء ونقل التراث والحفاظ على الهوية والثقافة من الاندثار، وما يرتبط بذلك من التزواج والانجاب والعواطف المشبوبة بالحب والود والائتلاف.
- والأسرة أيضاً نظام من ضمن النظم الاجتماعية، ومن ثم تتأثر وتؤثر على النظم الأخرى، فإذا كانت الأسرة قد نشأت في ظل مجتمع يشوبه الفساد ويهيمن عليه الابتذال، فإن ذلك سوف يشيع في سائر النظم الاقتصادية والسياسية والمعايير الأخلاقية والأعراف الراسخة في هذا المجتمع.
- تتوفر في الأسرة الدقة والتماسك في التنظيم الاجتماعي الذي يكفله التشريعات القانونية، ومن أبسط صور هذه الدقة عقد الزواج الذي يجري تحديده بصورة أدق وأعمق من أي عقود اجتماعية أخرى.
- تضع الأسرة على رأس جوهرها مسؤوليات مستمرة على أفرادها أكثر من أي نظام أو جماعة أخرى، فنجد الرجال قد يعملون ويحاربون ويموتون أيضاً بنفس القدر الذي نلحظه في التضحية والالتزام لتأسيس الأسرة والحفاظ على استمراريتها واستقرارها.
- تتبلور أيضاً أهمية الأسرة في خصائص أخرى تدور حول عملية التنشئة الاجتماعية، ونلاحظ ذلك في النقاط التالية:
- تعتبر الأسرة الوحدة الاجتماعية الأولى التي يجد الطفل نفسه بين جدرانها.
- تظهر أهمية الأسرة بالنسبة للطفل في عملية التقويم والتنشئة التي لا تقتصر على فترة عمرية محددة.
- تعد الأسرة النموذج الأول للطفل لحدوث التفاعل الاجتماعي، والتأهيل لحياة الجماعة وتكوين العلاقات بين أفراد المجتمع.
- تعزز الأسرة من قدرات الطفل وتدعم مواهبته باستمرار، وتبث فيه روح الثقة للتعبير عن نفسه بطلاقة.
- تتعهد الأسرة بنقل التراث للطفل، وذلك ما يحدد هويته فيما يعد ويشكل وجدانه وأفكاره لكي تتناسب مع المجتمع بصورة يحقق من خلالها آماله وأهدافه الخاصة.
خصائص الأسرة المتماسكة
تختلف الأسرة المتماسكة عن غيرها من أشكال الأسر، فالتماسك سمة يحث عليها المجتمع ويعزز منها الدين، وذلك للحفاظ على العلاقة التي تربط بين الأزواج وأطفالهم، وينتقل ذلك أثره على بنية المجتمع بالإيجاب، فتماسك الأسرة من تماسك المجتمع، وتفككها من تفكك المجتمعات وضياعها، ومن خصائص الأسرة المتماسكة:
- الالتزام القائم بين أعضاء الأسرة، حيث يعمل كل فرد من أفرادها على إسعاد غيره، ويجتهد في الحفاظ على تماسكها ووحدتها عند تعاقب الأزمات، كما يشارك كل عضو برأيه وحلوله لمواجهة أي مسألة قد تهدد استقرار الجماعة.
- التقدير، من سمات الأسرة المتماسكة التقدير المتبادل بين أفرادها، ولا يقتصر هذا التقدير على القول فحسب كالشكر والثناء وإنما يتعدى ذلك إلى الفعل والسلوك، فالتقدير تصرف جيد وسلوك محمود يعمل على نماء الأسرة وتقدمها وحث أفرادها على تقديم النفيس والغالي.
- تمتاز الأسرة المتماسكة بالتعبير الحر والتواصل السليم وتبادل الآراء والأفكار مما يعزز من سبل التواصل بينهم
- تقسيم الأعمال والمسؤوليات بحيث يكون لكل فرد دوره في الحفاظ على أسس الحياة الزوجية، فالأب يتكلف بدور العامل والموفر لرأس المال، بينما تجتهد الأم في عملية التأسيس والتنشئة السليمة، ويشارك الأطفال بدورهم في عملية النماء والالتزام بما يوكل إليهم من أعمال بسيطة.
- الجانب الروحاني نلحظه أيضاً في هذه الأسرة، حيث ترتكز على الممارسات والشعائر الدينية من صلاة وعبادة وصوم وقراءة الكتب القيمة، وتعزيز الثقافة الدينية في الوجدان.
- الإيجابية عند مواجهة الأزمات والمشاكل، والتحلي بالصبر والفطنة لإدراة المعضلات الصعبة، وتبث في أفرادها امكانية حل كافة المشاكل وذلك اعتماداً على الوازع الديني والروحي والتفاؤل مهما اشتدت حجم الكوارث.
- ومن أهم خصائص الأسرة المتماسكة التسامح والمرونة وتقبل الاختلافات والأخطاء، والعمل على ترميم جوانب القصور والخلل، ورفع الهمة والمعنويات لتجاوز الصعب، والتقليل من نسبة الأخطاء خصوصاً عند تكرارها، والعمل على خلق فرص أكثر إيجابية لتحقيق الأهداف المشتركة.
وظائف الأسرة :
فتتعهد الأسرة بعدة وظائف تمثل واجباتها تجاه نفسها وإزاء المجتمع الذي تعيش في كنفه، فمن مهام الأسرة تنظيم النسل والإنجاب ونقل التراث والحفاظ عليه، وتوفير الرعاية الصحية والجسدية والغذاء المناسب والسكن الآمن، والحفاظ على النوع، وتتمثل وظائف الأسرة في عدة نقاط، نذكرها على النحو التالي
الوظيفة النفسية
- تعتبر هذه الوظيفة انطلاقة نحو تعزيز الشعور بالأمان والطمأنينة، وتوفير الاستقرار بين أفراد الأسرة، وزيادة الشعور بالمحبة والائتلاف، وبث روح الأمن والرضا لمواجهة أي أخطار قد تهدد عزيمة وإرادة أعضائها، وذلك لإزالة حدة التوتر والقلق التي تحول بين المرء وأهدافه ورغباته وتعطل مساعيه
الوظيفة التربوية
- وهي الوظيفة الأسمى للأسرة، وذلك بالقيام بعملية التنشئة السليمة والتربية على القيم والعادات الإيجابية والمبادئ والأخلاق الرفيعة، ونقل عادات وأعراف المجتمع جنباً إلى جنب لعادات الأسرة ومعتقداتها، كيلا يتشتت الأبناء ويولد لديهم حس التناقض.
- كما يتم زرع حب الوطن والانتماء إليه، والتأكيد على أهمية الوقت وتكوين الذات، وتحذير الأطفال من المخاطر والتقلبات المحيطة بهم كرفقاء السوء والتدخين والمخدرات، وتوطيد العلاقة بينهم لحمايتهم من اللجوء لمن يفسدهم.
الوظيفة الاجتماعية
- وهذه الوظيفة تستهدف تعزيز الروابط والتفاعي الاجتماعي لدى الأطفال، وحثهم للولوج للمجمتع وتكوين العلاقات والشراكات السليمة ضمن ضوابط الدين والعرف، واكسابهم أساليب التفاعل مع الآخرين لتطوير قدراتهم وتوليد الخبرات
الوظيفة الاقتصادية
ويبرز ذلك في أن الأسرة المعول الرئيسي لتوفير الاحتياجات المادية لضمان حياة كريمة مستقرة.
الوظيفة الدينية
وذلك بزرع التعاليم الدينية والأخلاقية، والتحلي بالخصال الرفيعة، والتعامل الفطن مع الآخرين.
الوظفية العقلية
حيث تعمل الأسرة على تعليم أعضاء الأسرة أنماط السلوك وقواعد التفكير وحل المشكلات والتعامل معها، وتعزيز الفكر المرن والاستجابة السريعة لمتغيرات الواقع
Responses