

admin
مدربالاصغاء الفعال ودوره في وحدة الاسرة
28 يوليو، 2023 in غير مصنف

الاستماع هو استعمال حاسة السمع سواء بإرادنا او من دونها، فيمكنك ان تسمع كل الأصوات بما في ذلك اصوات الطبيعة والطيور وغيرها من دون اي مجهود منك .أما الانصات او الاصغاء أو الاستماع الفعال ( l’ecoute actif) فهو الاستماع بانتباه وتمعن لفهم معاني المتكلم والوصول معه الى نفس زاوية الرؤية .يقول تعالى ” وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون” الآية .ويعتبر الإصغاء الفعال من بين الأدوات التي تؤهل الأفراد في الأسرة إلى فهم وتفهم بعضهم وكذا فهم الآخر و يساهم في إرساء دعائم التفاهم والمودة فيما بينهم . لتستمر الأسرة متناغمة ومتحابة .وأمام هذا الزخم الكبير من الأصوات المزعجة المتعالية، فما أحوجنا اليوم الى التدريب على حسن الإصغاء ، بدأ من الأبوين، وهما الركيزة الاساسية في الاسرة ، فلم يعد احد منهما يعير اهتماما لما يقوله الأبناء ، بل منهم من يرى في حديث ابنائه ازعاجا لراحته، كما أن بعضهم أصبح الواتساب هو وساطته للحديث مع ابنائه ، بل لم يعد مجمع الاسرة كما كان على مائدة الطعام حيث تلتف الاسرة على طعام واحد، فلكل وجبته المفضلة ولكل حديثه مع مجموعته الافتراضية التي يرى فيها السند والملجأ عوض اسرته الحقيقية .ان المتمعن في حال كثير من الأسر اليوم ، يجدها في شتات كبير، يقابله قصور في أداء وظائف عدة ، فكثرة الإقبال على الدروس الخصوصية وحصص الدعم المدرسي أكبر مثال على ذلك ، مع العلم أن أغلب الأطفال الذين يستفيدون من هذه الحصص آباؤهم متعلمون ، فعوض الجلوس مع الأبناء والإنصات إليهم لمعرفة مواطن الخلل عندهم ونوع الصعوبات التي تواجههم ، فإن الآباء يفضلون اللجوء الى صرف مبالغ على هذه الحصص و في اعتقادهم أنها ستفيد أبنائهم في الحصول على علامات أعلى في الامتحان ، غير ان هذه الحصص في كثير من الاحيان ، لا تكرس سوى التعود على التكاسل و التعلم عن طريق التكرار وليس استعمال القدرات الذهنية . أنصتوا لابنائكم ، وتعلموا معهم ما لم تعلموه من قبل، فكلما خصصت وقتا ولو ضئيلا لطفلك فاعلم انك ستكون المستفيد الأكبر لأنك ستفيده وستستفيد منه ، فالعالم اليوم في حراك مستمر وما تعلمه اليوم ، يصبح غدا متجاوزا ، ويبقى أطفالنا هم صلة الوصل بيننا وبين العالم فهم الحاضر والمستقبل .
حدود الاسرة
28 يوليو، 2023 in غير مصنف

تعتبر الأسرة النواة الاساسية للمجتمع وحسب الدراسات فان وظيفية الاسرة هي التي تعمل على تحصين الحياة النفسية للافراد داخلها وتضمن استقرارها واستمراريتها . ان التزام أفراد الأسرة بالوسطية في احترام الحدود، شيء ضروري اذ ان عدم احترام الحدود قصور والافراط فيه قصور أكبر .فاحترام الحدود من طرف كل افراد الاسرة يضمن العيش الجماعي بامان وسكينة بمكان دائرته البيت وإشعاعه أكبر من ذلك بكثير ، والمشاركة في انشطة الاسرة والدفاع على استقلاليتها كخلية حية من الشروط الضرورية التي تضمن استمراريتها .هذه هي المشاركة الفعالة للافراد في تنمية الاسرة وضمان ازدهارها اقتصاديا مع مراعاة الرعاية الكافية للافراد و في حال اصابتهم بامراض جسدية او اضطرابات نفسية مثلا . فالأدوار تختلف من فرد الى اخر فالاب لابد ان يكون حكيما كفاية لتعليم أبنائه الركن الأساسي من أركان العيش المشترك . والام لابد أن تكون عطوفة وعقلانية لتعي جيدا أن كل تقصير في اظهار الحدود مع زوجها أمام ابنائها سيجعل الأطفال مستقبلا غير قادرين على الالتزام بهذه الحدود معها او مع الاب او فيما بينهم . وليس من الضروري ترسيخ مبدأ الحدود بالعنف والترهيب لدى الأطفال ولكن ينبغي تتبع خطوات مدروسة لترسيخها بسلاسة وقابلية . وهنا يبقى دور الاستشارة الاسرية واضحا في المساعدة على تخطي وعلاج الاختلالات في حال وجودها .
الاسرة النووية:
يكون التزام الآباء والأمهات بهذه الحدود والعمل بهذا المبدأ في كل مناحي الحياة الزوجية والأسرية أمرا ضروريا ، لأنهما الصورة النموذج لأبنائهم، فنجاح الأسرة الاصلية في التفاوض والتزام الحدود بين أفرادها يعني نجاح الافراد مستقبلا في رسم حدود سليمة داخل اسرهم الجديدة.باعتبارهم ازواجا و اباء مستقبليين لأسر جديدة. وهنا اكدت معظم الدراسات الحديثة في علم النفس عن دور العاىلات الاصلية في ترسيخ الوظاىف الأساسية لدى افراد الاسر الجديدة، عبر ما يسمى بالصورة العاىلية التي تصبح فيما بعد نموذجا يحتدى به عند الازواج الجدد ، فمهما حاول الشخص التخلص منها تبقى في اللاواعي وتحرك تفااعلاته مع شريكه ، مكونة بذلك اعتقادا قويا لا يعرف كيف يحيد عنه في طريقة عيشه لنموذجه الخاص به.
الاسر الممتدة:
حينما تكون الاسرة ممتدة ، فلابد من التاكيد على ان امتداد الأجيال من جيل لاخر أمر لا يتجزا من الأسرة الوظيفية حيث ينمي النموذج الذي تكون فيه مشاركة الأجداد فعالة داخل الاسرة، حظوظ الابناء الشباب في الانتاج واالانفتاح والابتكار والتجديد في كل المناحي التي تؤدي الى ازدهار الاسرة ورقيها . في حياة اسرية فيها نوع من السلاسة والمتعة ، فيكون الاجداد راضين عن دورهم في القيادة المعنوية الرصينة محصنين الاسرة من عواصف التضارب والصراع على السلطة . وهنا يظهر دور الحدود أيضا في ضمان هذا الانتقال السلس من الاجداد الى الابناء ثم الى الاحفاد وهنا يمكن التأكيد على تأثير التشوهات السلوكية لدى الاسر الاصلية على مسار الحياة على امتداد الاجيال.
انعكاسات الافراط في الحماية
28 يوليو، 2023 in غير مصنف

يشكل الآباء أحيانا طفرة خطيرة في حياة الأبناء خاصة إذا كانوا اباء ليست لهم تجربة او غير قادرين على ممارسة الابوة والامومة بشكل سليم وفعال .احيانا تكون الامهات العنصر الاكثر افراطا في حماية الاطفال ممت يشكل عاىقا امام الطفل حيث تمنعه حمايتها من التطور والنماء بحرية وتجعله فريسة للقلق. فيصبح اقل مبادرة وأكثر خوفا في خوض غمار الحياة لكنها نادرا ما تقوم بذلك عن قصد فنقص المرونة لدى الام وافتقارها إلى التجربة في تربية الاطفال تجعلها أقل فعالية في حياة الأبناء.فالطفل احيانا يصبح طيعا لدى مدرسيه متقبلا اقتراحاتهم و مجتهدا في دراسته في حين عندما يصبح اكثر قوة ويتطلب ذلك منه ان يكون اكثر مشاركة لأقرانه في الأنشطة التي تجمعهم سويا يكون المراهق اقل جرأة في المشاركة في الانشطة الرياضية مثلا لان الام كانت تضغط عليه منذ الصغر ان الركض يؤدي الى السقوط ويؤدي به ذلك إلى تعريض نفسه للإصابة مما يجعله متخوفا من كل نشاط فيه حركة او سرعة فيدخل في شيء مثل الرهاب من ممارسة الأنشطة الجماعية.وأحيانا يؤدي الإفراط في الحماية بالطفل إلى نتائج غير متوقعة ، فالطفل حين يصبح مراهقا قد تظهر عليه بوا در التمرد والعصيان نتيجة اصابته بالاحباط من فرط حماية والديه ، ويكون الاستثناء فقط حين يتعلق الامر بطفل لديه الحس المرهف والفطنة والنباهة التي تجعل علاقته بوالديه أكثر عاطفية وعمقا .عندما يكون الخلل في الأسرة واضحا نكون أمام بيئة يشوبها القلق الشديد مما يؤثر سلبا على أفرادها وعلى سلوكياتهم ( الطفل المستهتر كمثال). والطفل المستهتر هو الذي لا يحس بضيق او انزعاج عند تعرضه لموقف يستدعي القلق او الانزعاج فهو لا يستطيع الالتزام بوعوده التي يعطيها لوالديه او لاصدقاىه ويمكن ان يؤدي به استهتاره الى احكام قد تقوده الى ان يصبح حدثا دون ان يعي خطورة أفعاله.ومع ذلك فالطفل يبقى أكثر حاجة للقدوة والتطويق عوض الانتقاد والتأنيب خاصة في مراحل الانتقال ما بين الطفولة والمراهقة .
مشكل التواصل بين الأزواج تحدي لابد من خوضه معا
28 يوليو، 2023 in غير مصنف

غالبا ما تبدأ جلسات الاستشارة الاسرية بكلمات كهذه : ” حاولت عدة مرات ان اكلمه عما يدور بداخلي ويحزنني في علاقتنا ولم يستمع الي” او ” التواصل بيننا أصبح منعدما فكل المشاكل التي تؤدي بنا الى الغضب نضعها تحت السجاد واصبحت احس بالوحدة ” فهذه كلمات يعبر بها احد الزوجين او كلاهما عن غياب التواصل أو نقصه في العلاقة الزوجية، فبعض الأزواج الذين لهم الجرأة الكافية لعيادة مستشار اسري يؤكدون ان الأمر ليس سهلا وانه يتطلب من الزوجين الجرأة والشجاعة لكليهما لبدء العلاج لأن هذه الخطوة لابد لها من استجماع القوة والارادة الفعلية للإصلاح، ولا يتعلق الأمر باي سن معين بل يتعلق فقط بالعزيمة والإرادة لدى الشريكين في تغيير الوضع الذي أصبحت عليه علاقتهما .ان مشكل غياب التواصل أو نقصه في العلاقة الزوجية يجعل الزواج متعبا ، حيث يسود الصمت والعزلة العاطفية عوض الدفى الذي كان من قبل ،كما تطغى مخططات التحاشي من كلا الطرفين لبعضهما والهروب وعدم المواجهة .والمشكل في الواقع ليس بدون حل بل يمكن للزوجين فقط اعادة فهم المشكل ، والحرص على إبقاء فتيل العلاقة الزوجية مشتعلا حتى لا يخفت الدفء العاطفي بينهما والحفاظ على الرباط الوثيق الذي يربطهما .إننا نحرص على تعلم كل شيء، ونتواصل مع كثير من الناس ، فلماذا لا نتعلم فن الحوار والتواصل مع الشخص الأكثر قربا منا وأكثر ارتباطا بنا. وبذلك نكون قد قمنا بجبر عملية التواصل مع الشريك من اجل اعادة الحميمية العاطفية والمشاركة وزخم المحبة الى علاقتنا فكل شريك من حقه أن يعبر ويكون مسموعا بل ويحس بالوجود الفعلي لشريكه من خلال مشاركة المشاعر الداخلية والعميقة مع الشريك ، إلا ان هذا يحتاج الى مجهود من كلا الطرفين ،فليس هناك سن معين لفعل ذلك او الشروع فيه ولكن تبقى العزيمة والارادة هما المحركين الأساسيين لهذه الخطوة الايجابية في حل المشكل.لعل إجراء حوار فعال بين شريكين ، يستدعي نوعا من الجهد وحيزا من الوقت والطاقة لذلك فلا بد للشريكين ان يحسنا اختيار الوقت المناسب للحديث مع بعضهما عن المشاكل والدواخل النفسية . وهذا ما ينصح به المستشار الأسري ، في مثل هذه المواقف حيث يركز على اعادة شرح المشكل الأصلي بين الشريكين ، بطريقة معرفية ويحاول تغييب الأفكار السلبية الخاطئة التي كان يؤمن بها كل شريك عن الشريك الآخر ، فغالبا ما يتبادر الى الزوجة مثلا انها كلما تحدث إليها زوجها فلا بد لها من الرد عليه بسرعة وهنا تحضرني مثل اجنبي يقول ” Il faut tourner la langue 10 fois dans la bouche avant de parler” او ان تدافع عن نفسها إذا قام الزوج بلومها . فدور المستشار الأسري هنا ان يقوم بوضع ميكانيزمات جديدة للحوار بينهما، من خلال تغيير طرق الكلام وطريقة الإنصات لبعضهما البعض ، حتى يتمكنا من خلق جو مناسب للنقاش وإعطاء حيز لكليهما في الاستماع والرد بحرية وفعالية بطرق هادئة. فالاستماع حينئذ من الزوجة لا يكون بهدف الرد على الزوج أو الدفاع عن النفس ولكن لفهم قصد ما قاله والإحساس به والخروج من دوامة البحث عن الحلول العاجلة والدفاعية، فعوض ان نكون اكثر استعدادا للرد نحاول ان نفهم ما يبوح به الشريك من نقائص تنغص عليه صفوه المعتاد ونخرج من الذاتية ونقدم للشريك التعاطف والفهم والحضور الفعلي . ليس من الضروري أبدا ان تكون مشاركة الشريك شفهية ، فبمجرد انك توقفت عن نشاط كنت تقوم به وأنت تسمع لشريكك او انك وضعت هاتفك جانبا واصغيت باهتمام له فهذا يعني الكثير ، لانه يحس انه أكثر اهمية مما كنت تقوم به وانك تحس بما يحس به .هناك أيضا تغيير طريقة الحديث بين الشريكين ، فحينما يتحدث أحد الشريكين لا بد ان يركز على صيغة المتكلم “انا ” لكي يعبر عن مشاعره ورغباته ويتجنب صيغة المتكلم “انت” التي تحيله على اللوم والعتاب والنقد. تكلموا ، عبروا و اطلبوا، عبروا عن رغباتكم وحاجاتكم ومشاعركم، ولا تبقوا الافكار بداخلكم ، فهذه هي الطريقة المثلى للتواصل بينكم وبين الشريك ، فالكلام ليس كلمات متقاطعة ولكن عبارات واضحة ومفهومة ومركزة ، يستطيع من خلالها الشريك أن يفهم المقصود دون عناء ، فهذا شكل من أشكال الجرأة والشجاعة ، فالمكنونات والدواخل إذا ما تراكمت تصبح عقبة أمامكم وتقوض توازن علاقتهم . بجودة الكلمة ووضوحها وتركيز المعنى، تفتح القلوب أمام بعضها وتؤسس الحميمية التي تهدى من الحياة الزوجية وتجعلها عشا سعيدا تسوده الثقة المتبادلة . وعلى المستشار الاسري ان ينصب على هذه الجوانب ويعمل عليها جاهدا لارجاع الروح لعلاقة طيبة تكاد تموت .

دور الاب والام وانعكاساته بين الماضي والحاضر
28 يوليو، 2023 in غير مصنف

تلعب شخصية الأب والأم دورا محوريا في تبلور شخصية الطفل والمراهق والشاب من كلا الجنسين. وهنا يمكن ان نميز بين نماذج من الفئتين وانعكاساتها على حياة الأطفال:الاب و الام المتسلطين يفرضان آرائهما التي يمكن أن يكون موضوعها قابلا للنقاش وهما يرفضان الحوار مع اطفالهما حتى ولو أصبحوا شبابا ويمتنعان عن إعطاء الأبناء فرصة لإبداء رأيهم او الدفاع عن هذا الرأي .غير أن الأشخاص الذين يكون لديهم هذا النوع من الوالدين والذين عانوا من هذه التربية ليسوا بالضرورة ضعاف الشخصية او غير حيويين وذلك لان الاوامر التي فرضت عليهم قد تؤدي مع توفر عناصر أخرى في التربية إلى انطلاق صيرورة مثمرة جدا من الناحية العملية ، خاصة إذا بذل الوالدان مجهودا من التفكير والمثابرة من أجل تربية الأبناء.غير انه في الوقت الحاضر بدت ملامح التمرد الوسيلة الأكثر شيوعا في أوساط الأطفال وكذا المراهقين لمواجهة الاب او الام ذوو الطبع المتسلط ، مع الاقرار ان نسبة الآباء المتسلطين أصبحت قليلة إذا ما قورنت بالماضي . والواقع ان هذا النوع من الآباء كان مرتبطا بنوع من الشخصيات المزاجية التحكمية التي تعتبر الحياة العائلية بمثابة ميدان حرب او تكون النزعة المتسلطة لديهم نتاجا لرؤية اخلاقية معينة أو تصور معين لدور الأب في العائلة.وغالبا ما كانت هذه التصورات منطلقها تفكير ساذج عن مفهوم الرجولة و قد يكون هذا التصور بايعاز من المرأة . وهنا يصبح الصراع الصامت بين الرجل والمراة عبارة عن ثنائية ساذجة في تبادل التهم والمؤاخذات حول دور كل منهما في التربية.في حين يصعب على المرأة الغير مؤهلة ان تتخذ موقفا تربويا دون ان يكون عاطفيا صرفا. فهي لم تعش تجربة المسؤوليات الا في اطار الحياة العائلية ، إذ لم يسبق لها خوض التجربة في تحمل المسؤولية من قبل فتكون العاطفة السمة الغالبة في قراراتها.اما المرأة المتسلطة داخل البيت والتي لا تستطيع أن تنهض بكل الاعباء التي تترتب عن ذلك سوف تلعب دورا حاسما في انعدام السلطة داخل فضاء الاسرة وكذلك الشأن بالنسبة إلى الأب الذي يجد نفسه مدفوعا إلى ممارسة سلطة لا يريدها ولا يرغب فيها. اذ ان المبدأ الذي يجبىان تقوم عليه التربية هو تقديم الغذاء النفسي الملائم للطفل وبالتالي فإن المسؤولية التربوية تبقى مشتركة بين الأب والأم .
(يتبع)

مشكلة العمر الفيزيولوجي وتمدرس الأطفال
28 يوليو، 2023 in غير مصنف

اوضحت الدراسات ان العمر الفيزيولوجي وعلاقته بالسن المناسبة للتمدرس يخلق متاعب كثيرة سواء للمدرسة او للطفل اثناء اندماجه بمحيطه الجديد كاول بيىة خارجية يرتادها الطفل او الطفلة عند اول خروج له من فضاء الاسرة الخاص ، اذ يمكن التمييز بين العمر الفيزيولوجي والعمر الذهني وبعدها العمر الوجداني ويوجد كذلك عمر اخلاقي واجتماعي.ان العديد من المتاعب التي يعانيها التلاميذ ذوي الصعوبات المدرسية تنبعث اساسا من كون السن الملزم للتمدرس لا يراعى فيه الخصوصيات الشخصية الدقيقة جدا للطفل، فهي ملزمة بالاكتفاء بدفتر الحالة المدنية لتحديد سن التمدرس الاجباري وكلنا نعرف ان اعتماد العمر الفيزيولوجي ليس بالمعيار الدقيق في هذا الشأن.ويعد انسجام مستويات الاعمار المذكورة انفا من بين المشاكل التي تعترض نمو شخصية الاطفال في سن 15 او 16الاولى من حياتهم ،لان نموها لا بتم بشكل متوازن وهناك تباينات كثيرة بهذا الخصوص في مرحلة الطفولة وتصبح أكثر وضوحا في مرحلة المراهقة.ونظرا لكون العمر الفيزيولوجي تعطى له الاهمية الكبرى فان المشكلة تتفاقم حيث يفرض هذا المعطى حيثيات تؤثر على مصير التلاميذ . فالعديد من الآباء يضعون أنفسهم في سباق مع الزمن وخاصة في الفترة الثانوية من حياة أبنائهم حيث يخشون رسوبهم في اقسام تالية ،فيثقلون كاهل أبنائهم بالجهد الدراسي الشاق ليضمنوا تخطيهم لهذه المرحلة بنجاح ، دون الأخذ بعين الاعتبار الحالة النفسية والذهنية لأبنائهم. ودون ان ننسى ايضا جهود بعض الآباء في العمل على تخطي أبنائهم لبعض المستويات الدراسية بدعوى انهم نجباء وان مستواهم يفوق المستوى المعهود بين أقرانهم كما لو كان بإمكاننا ان نفصل حلقة من سلسلة متراصة وقد لا نفطن للعواقب ألا بعد سنوات عديدة حين يبدو على ذلك” العبقري الصغير” الفتور المتزايد في دراسته من مستوى لاخر.ان هذا الضغط الذي تتم ممارسته على بعض الاطفال كما لو كانوا نباتات في حديقة اصطناعية ،غالبا ما يؤدي الى عواقب مزدوجة: ارهاق نفسي وذهني مزدوج ينتج عنه ارهاق جسدي واضطرابات معقدة و متعددة،اضافة الى عرقلة نمو الشخصية و الذات ، في حين كان من الممكن تلافي كل ذلك بتصرف حكيم من الاباء وكذا من المؤسسات التربوية وترك الشخصية تنمو بكل سلاسة وبتدرج طبيعي .ويختلف العمر الفبزيولوجي اختلافا كبيرا باختلاف البلدان وكذا تبعا للازمنة والعصور والاجناس والاوساط ومما لا جدال فيه ان الطفل سواء كان جسمه اطول ام اقصر من اترابه سوف يؤسس جزءا من علاقته بهم على اساس هذا التباين الذي ينكشف لديه على نحو تدريجي فيتعلم كيف يندمج بينهم بشكل سوي دون مشاكل وعقد نفسية ولا مركبات نقص تكون حاجزا أمام السير قدما في حياته الشخصية مستقبلا.
الاسرة السليمة مركز الامان
28 يوليو، 2023 in غير مصنف

تشكل الأسرة الملاذ الأول للطفل في كل حالاته وانفعالاته ، فالإمان الذي يحتاج اليه الأبناء سواء اطفالا او مراهقين نابع منها وحاجتهم اليها تأكيد ذواتهم تكون جوهرية في كل فترات العمر ،اذ ان الثقة بالنفس التي تولدها الأسرة السوية في ابنائها تعطيهم شعورا من الحميمية والترابط والانسجام التام مع ذواتهم .
ان الأمان بالنسبة للمراهق هو الشعور بنوع من القوة الداخلية والتماسك .كما يحتاج الأبناء أيضا الى التقدير من الآخرين الشيء الذي يعتبر من بين الحاجات الأساسية لديه ، ،فانعدام التقدير من الراشدين له سوف يخلق عنده احساسا بعدم الاطمىنان وينعكس ذلك في ظهور نوع من الغرور التعويضي تارة والانطواء تارة اخرى يخلق لديه حالة الخجل او النزوع الى الانطواء على الذات من اجل تفادي سخرية الآخرين ،وقد يخلق لديه ايضا نزعة عنف تنتج عن مؤازرة اترابه في المدرسة او الشارع للدخول في صراع مع الكبار أحيانا مع نظام المدرسة أو النظام ككل باعتقاده انه نظام غير صائب لأنه يقصيه من اهتماماته.
هذا الاعتقاد قد يؤدي بالمراهق الى الدخول في صفوف الاقران الاكثر تشددا وعصبية مما يرمي به في مساءلات قانونية قد تحيد بمستقبله عن الطريق الصحيح ،وهنا تكون الاسرة الوظيفية اكثر امانا ونضجا في تعاملها مع المراهق حيث تشعره بأهميته البالغة بين احضانها في باحة من الحرية والحنان التي هو في أمس الحاجة إليهما ، فكلما احس المراهق ان الأسرة تعامله معاملة الطفل الصغير، تزداد رغبته الجامحة نحو الحرية لإثبات الذات والخروج من وسم الطفولة ،لانه يعتبرها ضعفا لا قوة ،هنا لا بد للأسرة أن تمارس ا دورها التربوي والتاطيري بعيدا عن التحكم وفرض السيطرة لان ذلك سيؤدي حتما الى ردود افعال سلبية تؤثر سلبا على تفاعلات الأسرة معه . التواصل الفعال بين الآباء والأبناء وتدريبهم على تحمل مسؤولياتهم بالتدريج عوض الاكراه او الترهيب هو السبيل الوحيد لجعل المراهق نشطا منطلقا تواقا الى الحياة ،عوض ان يكون سلبيا مكتفيا بالاستهلاك عوض الابتكار والتجديد ،فرصتنا كاباء ان نجعل ابناءنا مصدرا للأفكار البناءة الجديدة التي تقود بالاسرة الى النماء والرقي عوض الاقتصار على محاصرتهم وتطويق أفكارهم ، لان الاستثمار يصبح أكثر فاعلية وجدوى حينما نقوم بغرس روح المبادرة في أبنائنا فتنمو قدرتهم على تحمل المسؤولية أمام المجتمع مستقبلا وهي وظيفة تخص الأسر السليمة في حين تبقى الأسر المختلة في ،نمطيتها المعتادة تخلق جيلا معتمدا يفكر دائما في الاستهلاك عوض الإنتاج .
الذكريات ودورها في رسم خارطة الطريق
28 يوليو، 2023 in غير مصنف

لاشك ان كل انسان له ماض دفين مليء بالذكريات الحزينة والسعيدة مخزنة داخل صندوق العقل الباطني تطفو في سطح الحاضر كلما ظهرت للانسان احدى الاشياء المتعلقة بها سواء اماكن او اشخاصا او افعال صدرت عن اناس في حاضره تذكره بردود فعل كانت في الماضي . ناهيك عن شريط عريض من التفاصيل الكثيرة التي تتزاحم بالذاكرة والتي هي شبكة معقدة من صنع الخالق واحدى الاعجازات التي لازالت لحد الان لم نجد لها اجوبة شافية علميا.ان ذاكرة الطفل الصغير لابد ان تعكس لديه مع التطور العمري مجموعة من الزوايا في الرؤيا وتحدد شخصيته من مرحلة الى اخرى . فالذكريات مهما كانت بسيطة تكون دينامية نفسية تتحرك داخل الانسان كلما لاحتت في وعيه فان كانت سعيدة تركت أثرا ايجابيا وان كانت ححزينة تركت نوعا من الاسى كذكريات الفقد والصدمات مثلا وهذه الذكريات التي تترسخ لدينا كبشر هي التي تعود الى اذهاننا فنجد انفسنا نكرر بعضها ونتجنب البعض الاخر سواء في تصرفاتنا او ردود افعالنا سواء كنا فرادى او داخل جماعات .هذه الداىرة المغلقة التي تحاصر الذهن البشري هي مسرح تفاعلاته وفي نفس الوقت حافزه الى السير قدما نحو المستقبل . فالطفل الصغير تتاسس علاقته بوالديه انطلاقا مما ترسخ في ذاكرته من حنان وعاطفة منحاها له دون تصنع فيجد نفسه متعلقا بهما مهما طال عمرهما. والزوجة تتاسس علاقتها بزوجها من خلال ما احتفظت به ذاكرتها له من مودة ورحمة تقوم عليها الطمأنينة لكليهما داخل البيت فحتى ان كبرلا تتغير عاطفتها نحوه وبادلته مواقف طيبة تجعلها داىمة الود والاخلاص له ، عكس ذلك اذا احست منه الغدر والخيانة فيكون الانفصال العاطفي مصير علاقتهما خاصة مع مرور الوقت وتسلل الملل والرتابة الى الحياة الزوجية ومنها الى الحياة الاسرية ككلهذا ان لم تتفكك ركائز الاسرة فتعصف ريح الطلاق والاصل ان البساط الاسري في هذه الحالة كان عبارة عن نسيج عنكبوت واه تفتت بذكريات عن صدمات وانتكاسات دفينة .
فترة الخطوبة والاستعداد لمشروع زواج سعيد
28 يوليو، 2023 in غير مصنف

لا شك أن الإنسان في حاجة مستمرة الى التواصل مع الآخر وهذا راجع حسب العلماء الى مهاراته الكبيرة في نسج علاقات مع الآخر ومحاولة التوغل في كنه الغير. وهذا ما أسماه عالم النفس جاردنر ” ذكاء العلاقات المتداخلة بين الناس” والذي يعد احد اقسام الذكاء العاطفي . ومن هنا يكون التواصل المحرك الأول للعلاقات بين المرأة والرجل فقد تكون اما صداقات عادية ، او صداقات خاصة، قد تنمو مع الوقت لتبلغ احاسيس أسمى وأعمق تغلب فيها العاطفة على المنطق (مشاعر الحب( وتنتهي بالزواج إذا اكتملت شروط التوافق)مصداقا لقوله تعالى ” ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ” الآية.
ونظرا لما يعرفه عصرنا الحالي من تقدم كبير في وسائل الاتصال والتواصل، فقد اصبح الامر سهلا جدا لانتاج علاقات كثيرة ومتعددة وسريعة وفي نفس الوقت غير متوازنة، في أغلبها، خاصة في حالة التواصل عن طريق الانترنت، حيث تغيب عنها الواقعية والوضوح ويغلب عليها الكذب والتجمل والبهلوانية في طرح المواقف وكنتيجة لذلك تزداد نسب الارتباطات السريعة ومعها نسب الانفصالات الأسرع . ولتفادي هذه المطبات العاطفية بين اثنين لابد من تحديد المسار الصحيح للعلاقة بين الطرفين والعمل على نهج السبل السوية لتحقيق مشروع متكامل المعالم وهو الزواج. فالزواج مؤسسة قوية لا تكتمل الا اذا اكتملت شروط التناغم بين الطرفين مصداقا لقوله تعالى ” يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث فيهما رجالا كثيرا ونساء” الاية . ولتحقيق مشروع زواج ناجح لابد من فترة خطوبة مثمرة و إليكم شبابنا بعض الخطوات الفعالة لتحقيق ذلك :*في البداية لابد من الحرص على دراسة المشروع المستقبلي ( الزواج ) قبل الإقدام عليه والعمل على تمتين الدعائم الاساسية للارتباط : الثقة المتبادلة ، الصراحة والتواصل المستمر مع الشريك المستقبلي وعدم المبالغة في المطالبة بما يفوق قدرة واستطاعة الشريك. فالزواج قاعدة لابد من بنائها لبنة لبنة على أساس التوازن وليس المظاهر .*تحديد الأولويات والمسؤوليات رفقة الشريك ورسم الأهداف المستقبلية.* التقييم الذاتي للإمكانيات المادية اولا ثم مناقشتها مع الشريك ومناقشة الأمور المالية بكل صراحة وبدون تكليف مصداقا لقوله تعالى ” لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ” الآية.
و من اجل انجاح هذا المشروع المصيري لابد من تدبير المتوفر من الامكانيات من اجل تحقيق الأهداف المسطرة، تدبيرا يجعلك في اريحية تامة اثناء تنفيذ مخططاتك المستقبلية. ان بناء أسرة قوية يسودها التوازن هي غاية سامية ،،لما لذلك من أثر إيجابي على الأسرة بأكملها اباء وابناء لذا فان فترة ما قبل الزواج تبقى حاسمة اما ان تنعم الأسرة أو تشقى سواء في وضع القرارات أو تنفيذها لاحقا من طرف الشريكين معا. * وضع وتحديد ثلاث مخططات لكل خطوة تريد ان تخطوها رفقة الشريك وتنفيذها طبقا لما سبق تخطيطه بالرغم من الإكراهات التي تعيق تنفيذ المخططات ،وهنا يبقى العزيمة والوعي الاسري حاضرا في الوصول الى النتيجة المتوخاة ، في كل مناحي الحياة المشتركة مثال المخطط ا: شراء بيت الزوجية والانتقال للعيش فيه سويا بعد الزواج وفي حال عدم الاستطاعة نهج المخطط ب: الانتقال للسكن عن طريق الكراء وفي حال التعذر يكون المخطط _ ج السكن مع العائلة ويستحسن ان يكون هذا الخيار الأخير فترة مؤقتة فقط حتى لا تضيع الحياة الخاصة للشريكين وسط الزحام. وغيرها من الامثلة التي يمكن ان يضعها الطرفين نصب العين والتي تحسم قبل الزواج .شبابنا وشاباتنا كونوا أكثر واقعية في التخطيط لمستقبلكم الأسري ، فعوض قضاء معظم الوقت من فترة الخطوبة في الانتقال بين المقاهي والصالات العامة والحوار في أمور تافهة واتباع ما تتداوله وسائل التواصل من تفاهات لا تسمن ولا تغني من جوع عضوا على هذه الفرصة الذهبية بالنواجد ، قبل الارتباط الرسمي، واستعدوا لتأسيس اتحاد قوي يكون نتاجه حياة اسرية ناجحة تنعم فيها الاسرة اباء وابناء بالحياة الطيبة والسعيدة ، لأن الحصاد لا بد أن يسبقه تهيىة الأرض قبل الزرع ، فالغلة تأتي دائما على قدر المجهود وكما يقال ” الجزاء من جنس العمل”.
المراهقة وفن احتواء المراهق
28 يوليو، 2023 in غير مصنف
