المقالة رقم 22 :

                                      من تحديات الحياة (1):

   خلال هذه الحلقة، سنتحدث عن تحد جديد قد يزعزع استقرار الاسرة بخلق مشاكل بين الزوجين، بل قد يصل الامر احيانا الى تبادل الاتهامات بينهما حول من المسؤول عن ذلك، انه : انحراف احد الابناء وضع يجد الزوجان نفساهما غير قادرين على التعامل معه، مما قد يعرضهما لصدمات واضطرابات صحية خطيرة، وان تعاملا معه نجد  تعاملهما غير سليم ( عنف جسدي، عنف نفسي، حرمان من مكتسبات سابقة، تهديدات …) وكل هذا لن يزيد الا الطين بلة والوضع تعقدا ،فكما نعلم صلاح ابنائنا ليس بأيدينا، نحن نعلم ،نربي، نغرس القيم ،وننتظر ماذا ستكون النتيجة ،فان كانت خيرا شكرنا ،وان كانت غير ذلك صبرنا ودعونا الله عز وجل ان يغير الحال الى احسن مع الاخذ بالأسباب، من بين تلك الاسباب :الحوار، التفهم، الاقناع بالإقلاع عن السلوك الخاطئ، حسن المتابعة ،و المساعدة الطبية…و قد يصل الامر احيانا الى ضرورة تغيير مكان السكن ولم لا المدينة لانتشاله من دائرة السوء ،لان تغيير المحيط والبيئة  يساهم في تغيير السلوك .

في امان الله .

المقالة رقم 21 :

                          هل السعادة الأسرية حالة دائمة؟

   في الحلقات العشرين الماضية، تقاسمت معكم رؤيتي حول ما يلزم معرفته حول:

  – بناء مشروع مجتمعي (الزواج)

  -تأسيس أسرة

  -تربيه الابناء الى حين استقلالهم عنا كآباء ليبدؤوا من حيث بدأنا.

رؤية حاولت من خلالها اظهار الجوانب المشرقة في أسمى علاقة اجتماعية (العلاقة الأسرية)

لكن هناك أسئلة مهمة تطرح نفسها:

  -هل يمكن لحياتنا الاسرية ان تسير بشكل مستقيم؟

  -هل يمكن ان نعيش الاحداث السعيدة فقط؟

   -أليست هناك تحديات قد تعترضنا وتسرق منا جزءا من بهجتنا وسعادتنا؟ …

والجواب طبعا (لا)، لا يمكن لحياتنا ان تسير بخط مستقيم لان ذلك رمز الموت والنهاية، هل يمكننا عيش الاحداث السعيدة فقط، لا يمكن ذلك لان التحديات سنة من سنن الحياة وهي فرصة لتجديد النيات واعادة ترتيب الاولويات، بل وتصحيح العلاقات…

 ومن اشد وأقسى تلك الاحداث التي يمكن ان تعترضنا كزوجين: وفاة أحد الشريكين، امر ليس بالهين على الشريك الاخر، لكنه محتمل الوقوع، الامر الذي يتطلب منا نوعا من الحذر من سلوك يزيد الوضع تأزما انه: الاتكالية هذه الاخيرة مرفوضة في الحياة الزوجية، لان الفقد والاتكالية سيفقدان الشريك المتبقي بوصلة الحياة ويعرضان الكيان الأسري للانهيار بسبب عدم القدرة على تحمل المسؤولية.

   ولتجنب الاتكالية أنصح الزوجين بعدم تبني علاقة على شكل حرف T هذا النوع من العلاقة يكون فيه احد الشريكين معتمد على الاخر، و بمجرد فقدان أحدهما ينهار الاخر، البديل هو العلاقات المبنية على شكل H، فهي علاقات تنبني على نوع من الاستقلالية والتكامل.

مع تحديات اخرى في الحلقات القادمة.

 في امان الله .

المقالة رقم 20 :

                                مرحلة جني ثمار العشرة:

   في الحلقات 19 الاولى تحدثنا عن بداية التأسيس لمشروع اجتماعي مهم (الاسرة) تحدثنا عن شروط انجاحها، انجاح هذا المشروع يتم بتحديد الدوافع والمنتظرات، الوعي بالحقوق والواجبات، الخصائص والاختلافات تحمل المسؤوليات تجاه البنين والبنات، الى حين ايصالهم الى بر الأمان.

 نحن اليوم كزوجين نعيش اثنين كما البداية، ما يختلف هو المرحلة من العمر، بدانا شبابا، وأنهينا الرسالة شيبا، هذه المرحلة هي بمثابة فترة جني ما غرسناه طيلة فترة العشرة، فمن غرس ودا يحصد وردا، ومن غرس شوكا يحصد الما وطلاقا صامتا.

 فلنهتم بالبدايات لأنها تنير النهايات.

 في امان الله.

المقالة رقم 19 :

                                        العودة للبداية :

   في الحلقة الماضية، تحدثنا عن مرحلة مهمة في حياتنا ،وهي مرحلة استقلال ابنائنا عنا ،هذا الاستقلال الذي يسعون من خلاله الى تحقيق ذواتهم ونجاحهم في الحياة، نجدهم يسعون ويكدون لتحقيق استقلالهم المادي، الامر الذي يجعلهم يفكرون في خوض نفس تجربتنا ،تجربة البداية ،تأسيس شركة جديدة مستقلة عن الشركة الام بمعنى تأسيس اسرة جديدة، في هذه المرحلة دورنا نحن كآباء: دعمهم، مساندتهم، مشاركة تجاربنا معهم للاستفادة منها، الدعاء لهم بتيسير امورهم ،لا للتدخلات في القرارات الشخصية، وخصوصا قرار اختيار الشريك، فهو قرار شخصي بامتياز.

  في امان الله.

المقالة رقم 18:

                                    استقلالية الأبناء:

    في علاقتنا بأبنائنا ينتابنا نوع من الخوف عليهم، وهذا امر طبيعي، فهم فلذات اكبادنا، لكنه يكون غير طبيعي عندما يؤثر على حياتهم ويعيق استقلاليتهم.

 ابناؤنا الفناهم بيننا، تعودنا على رؤيتهم في كل وقت من يومنا، فجأة نجد أنفسنا مضطرين لفراقهم بسبب اكمال دراسة او عمل، هذا الامر مربك للوالدين، لذلك من الضروري التخطيط له مسبقا والاستعداد له، لكي لا ينعكس سلبا على حياة الابناء الجديدة التي تتطلب منهم ثقة بالنفس عالية، مقابل دعم أسرى كبير، فاستقلال ابنائنا عنا سنة من سنن الحياة، فلنؤمن بذلك ولنستعد له كي نسعد ونسعد. هنا سأعزز كلامي بسر من الاسرار الذهبية للتربية، كما ورد في الأثر، مقولة مشهورة:

(داعب ولدك سبعا، وأدبه سبعا، وعلمه سبعا، ثم اتركه)في امان الله

المقالة رقم 17:

                                     أبناؤنا والدراسة :

    لا زلنا مع الابناء الذين يحضون باهتمام كبير في حياتنا من اجل أداء رسالتنا على أحسن وجه، ونحن في هذا المسار، تواجهنا العديد من التحديات، من بينها موضوع دراستهم.

هنا من الضروري الإشارة الى مجموعة من الاشياء المهمة التي يجب مراعاتها، من بينها:

-الوعي باختلاف القدرات العقلية بين الأطفال.

– الوعي بوجود ذكاءات متعددة.

– اختلاف الاستعدادات للتعلم …الامر الذي يحتم علينا تجنب مقارنة ابنائنا مع اخوتهم واقربائهم وزملائهم في المدرسة، فالمقارنات سهام قاتلة علينا تجنبها.

 في المسار الدراسي لأبنائنا يعترضنا مشكل التوجيه، فأحيانا تتعارض ميولات ابنائنا الدراسية مع ما نرغب فيه نحن كآباء، فنحن قبل ولادتنا لأبنائنا نكون قد رسمنا لهم صورة في اذهاننا دون ان نشعر بذلك (اريد طفلي ان يكون طبيبا، ان يكون مهندسا، ان يكون محاميا ….) وعندما تصل مرحلة التوجيه الدراسي نفرض تلك الصورة عليهم: انا اريدك ان تصبح كذا، وهذا امر خاطئ، لأنه ربما قد يعكس حقيقة خفية مفادها اننا نريد ان نحقق ذواتنا من خلالهم، بمعنى اننا نريدهم أن يحققوا لنا أحلاما لم نستطع نحن تحقيقها.

 لذلك تبقى استشارتهم لنا محمودة، لكن يبقى القرار قرارهم.

 في امان الله.

المقالة رقم 16:

                                          في بيتنا مراهق:

 في الحلقة الماضية تحدثنا عن التربية الايجابية وأهميتها في الحياة الاسرية، أشرنا الى ان لأطفالنا حقوقا علينا من الواجب مراعاتها اثناء تنشئتنا لهم.

 نحن إذا في بيت افراده واعون بحقوقهم وواجباتهم الزوجية، واعونا بحقوق أطفالهم. فجأة نجد أنفسنا امام طفل متمرد، رافض لنظام الاسرة، مجادل، محب للعزلة، وفي صراع مع نفسه ومع محيطه الاسري …ترى ما الذي حدث ؟؟؟

  في بيتنا مراهق، مراهق يحتاج الى وعي خاص من طرف الوالدين ليتمكن من تجاوز هذه المرحلة العمرية بسلام، مراهق يحتاج الى مزيد من الحب والتقدير، والتشجيع وتعزيز الثقة بالنفس، مراهق في أمس الحاجة الى التواصل الفعال لتجاوز تحديات هذه المرحلة، الامر ليس بالسهل، بل يتطلب وعيا خاصا.

 وهذه المرحلة بالذات، لها خصوصيات، فهي بمثابة مفترق طرق، ودورنا هو مساعدة أبنائنا على نهج الطريق الصحيح.

وقد نجد العديد من الكتب العلمية والتربوية التي جعلت من مرحلة المراهقة موضوعا للدراسة والتحليل، من بينها كتاب “المراهقون المزعجون” للدكتور مصطفى ابو السعد، انصحكم بقراءته، ستجدون فيه كل ما تحتاجونه لمساعدة ابنائكم وبناتكم على تجاوز مرحلة المراهقة بأمان، وللإشارة، فقد يظهر العنوان مثيرا للجدل، كيف يمكننا ان نحكم عن اولادنا المراهقين انهم مزعجون هذا نوع من الظلم لهم، الجواب ستجدونه في مقدمة الكتاب.
 في امان الله.

المقالة رقم 15:

                                       في بيتنا مولود جديد :
   في بيتنا طفل صغير، طفل له حقوق من الضروري نحن كوالدين الوعي بها لنصل بهذه الهبة الربانية الى بر الأمان، وهذا الامر يتطلب منا تأهيلا ووعيا كبيرين، لماذا؟

لأننا كآباء وامهات نحدد شخصيات ابنائنا من خلال طريقة تربيتنا لهم، وهنا سأعطي مثالا بسيطا لاستشعار اهمية وخطورة هذا الامر في نفس الوقت، إذا اشترينا الة كهربائية، لا يمكننا تشغيلها الا بعد الاطلاع على دليل الاستعمال لتفادي اتلافها، هذه مجرد الة، وان اتلفت يمكن اصلاحها او استبدالها، فما بالنا بفلذات اكبادنا، هل يمكننا اصلاح ما سنتلفه منهم بأخطائنا في تربيتهم؟ سؤال يطرح نفسه وبقوة، وبالتالي فمن الضروري الوعي بمبادئ التربية الايجابية التي تسمح لنا بتوفير بيئة سليمة من اجل نمو سليم، فالتربية الإيجابية يمكن تلخيص أسسها في الحاءات الثلاث:

حب +حزم +حكمة.

 وفي هذا الصدد فقد تم تأليف العديد من الكتب العلمية حول موضوع التربية، من بين تلك الكتب سأحيلكم على كتاب للدكتور مصطفى ابو السعد (الاطفال المزعجون) وهو كتاب جد مهم، اتمنى لكم قراءة مفيدة وممتعة.
 في امان الله.

 المقالة رقم  14 :

                                     الحمل :قرار مشترك

   كشريكان أصبحا تحت سقف واحد، يمتلكان مهارات تؤهلهما لزواج سعيد ينبني على الحوار في اتخاذ قرارات تهم الاسرة، ومن بين اهم تلك القرارات:

  متى يمكننا استقبال اول مولود؟  

 هذا القرار يتطلب استعدادا نفسيا وماديا، وهنا لابد من التنبيه الى امر مهم وهو ان قرار الحمل قرار يهم الزوجين معا.

 الزوجة حامل:

 حدث انار حياة الاسرة بل العائلة، حدث تتولد عنه مجموعة من التغيرات الصحية للزوجة، اضافة الى الالتزامات المادية التي تقتضي نوعا من التدبير المحكم يناسب الوضع المادي لكل اسرة، تغيرات يسببها هذا الحدث وتتطلب نوعا خاصا من التعامل معها حتى تمر المرحلة بسلام.
 في بيتنا ضيف :

حدث ليس كباقي الاحداث، حدث يجعلنا نحس بمشاعر فريدة، انها مشاعر الابوة والأمومة، حدث يلزمنا بضرورة استشعار المسؤولية المشتركة بيننا كزوجين لتوفير بيئة امنة تضمن نموا سليما لهبة ربانية عظيمة.

 فما حقوق هذا المولود الجديد؟

هذا ما سنعرفه في الحلقة المقبلة. في امان الله.