تبدأ صعوبات تربية الطفل عندما يتعامل الاهل معه كانه امتدادا لهم وأنه عليه إتباع افكارهم وتبني نهجهم في الحياة ،دون أن يدركوا أنه كائن منفصل عنهم تماما ،واجبهم خلق علاقة ثقة بينه وبينهم ومساعدته على تخطي مراحل الطفولة وتزويده بأكبر عدد من المهارات التي تجعله قادرا على خوض تجارب الحياة بكل شجاعة وجدارة .

ففشل الآباء في مهامهم هذه ينتج عنها صراعات داخل الأسرة وصراعات داخل نفس الطفل تنتج عنها تشوهات فكرية واضطرابات نفسية ،وبالتالي سلوكيات غير سوية تظهر عند بلوغ المراهقة بتمرد المراهق على السيطرة الأبوية وعلى انظمة الاسرة ككل.

وقد يلاحظ هذا التمرد حتى قبل سن المراهقة على شكل عناد الاطفال وسوء تصرف ،الذي غالبا يكون رسائل ضمنية من الطفل الى الأهل لأنه غير قادر على التواصل بشكل سليم ،طبعا مع استثناء  اضطرابات النمو العصبية التي تكون سبب في بعض هذه الأعراض كاضطراب فرط النشاط  واضطراب طيف التوحد والاعاقات الذهنية  الى غير ذلك .

لذلك على الآباء ان ينظروا من منظور الطفل وحاجياته لا ما يرغبون به هم وما يطمحون إليه .

بعض النصائح للتخلص من العناد عند الاطفال :

1- عدم التدخل المبالغ من قبل الاباء في حياة الابناء

2- تغيير سلوك الاباء العصبي

3- التقليل من النقد المبالغ فيه

4- احترام ممتلكات الطفل وخصوصيته

5- عدم التضارب في الآراء

 بين الوالدين امام الطفل

6- التقليل من المشاحنات في المنزل

7- التحاور مع الطفل اكبر قدر ممكن

8- القراء للطفل توسع مدركاته وتخفف من تصلبه

9- ان تقدم الاوامر له على شكل خيارات

10-  ان تكون الاوامر مناسبه لعمره وقدراته

11- اهمال سلوك العناد والتركيز على الاوامر التي نفذها

12- عدم الرضوخ لأسلوب الطفل غير المقبول .

إلى جانب الإحتياجات الطبيعية التي يحتاجها الطفل من أكل، شرب،لباس و مسكن له إحتياجات نفسية يجب إشباعها بشكل جيد لإنشاء طفل ذو شخصية متزنة و سوية.و يجب الإنتباه إلى عدم الخلط بين رغبات الطفل و إحتياجاته،فالرغبات هي أمور يرغب الطفل فعلها او أشياء يرغب في إمتلاكها،كالرغبة في الحصول على لعبة ما أو الرغبة في مشاهدة التلفاز……إلا أن عدم توفرها لا يؤثر على جودة حياته عكس الإحتياجات فهي أساسية في حياته و غيابها يؤثر بشكل سلبي على شخصيته ومستقبلها.

فما هي أبرز إحتياجات الطفل؟

1– الامان

يحتاج الطفل الى الإحساس بامان كي ينمو بطريقة سليمة حيث ان الخوف يؤثر على نموه وبسبب له إضطراب في الشخصية.

2_الحب

إشباع هذا الإحتياج يولد لدى الطفل الثقة بالنفس.

3_المدح

يحتاج الطفل إلى المدح الدائم لكن يجب الإنتباه إلى ان يكون المدح للأفعال التي يقوم به لأن مدحه الزائد يؤدي إلى الغرور .

4_القبول

يحتاج الطفل إلى الإحساس بأنه مقبول في الأسرة والمجتمع لانه يعطيه ثقة كبيرة بنفسه و النجاح في علاقاته.

5_التعليم و التوجيه

يحدث تلقي الطفل للتعليم الجيد والتوجيه الصحيح فارق كبير في حياته .

6_الإنتماء

إحساس الطفل بالإنتماء يعطيه الثقة بنفسه وتقدير الذات.

7_الإستقلالية

رغم أهمية الإنتماء لدى الطفل إلا أنه يحتاج إلى الإحساس بالإستقلالية داخل أسرة وأنه شخص منفرد له حياته الخاص . 8_اللعب

وظيفة الطفل أساسية هي اللعب فمن خلاله يطور عدة مهارات لذلك يحب على الآباء ترك المجال لأطفالهم من أجل اللعب .

وكلما زادت معرفة الآباء بهذه الإحتياجات والحرص عليها كلما زاد النجاح في توجيه الطفل بشكل سليم وإنشاء طفل سوي نفسيا و اجتماعيا .

كوتش سناء الزعيم

التنافر المعرفي حالة من التوتر والاجهاد العقلي نتيجة وجود تناقض بين المعتقد والسلوك.
يشعر الانسان بالتنافر المعرفي لأنه يقوم بدرجات ومستويات عالية من التفكير المستمر في مواقف عدة مثل
عندما يكون مطالبا بإنجاز وظائف بشكل قسري مكرها.
عندما يكون امام خيارات صعبة تضعه في حيرة بسبب تساويها في الإيجابية والسلبية عندما يكون مطالبا ببذل جهد عالي لا يتناسب مع مهاراته وقدراته المعرفية.
التنافر نتيجة التناقض بين الموقف والسلوك الإنساني
التناقض بين السلوك و القناعات يولد ضغط و توثر دهني او ما نسميه التنافر المعرفي ، على سبيل المثال لا الحصر، المدخن يعلم و يؤمن جيدا ان التدخين من اكثر عوامل خطر الإصابة بالأورام السرطانية وانه مضر بالصحة و لا فائدة ترجى من ورائه ، لكنه يستمر بالتدخين و يعيش في حالة تناقض مستمرة تولد لديه حالة من القلق و التوتر و الاجهاد النفسي و لتخفيف هذا التنافر يقوم العقل بميكانزيمات للتنسيق بين السلوك و المعتقد
اما بتغيير المعتقد
او تغيير السلوك لينسجم مع المعتقد
او بتغيير النظرة الى السلوك
وبالتالي فالمدخن يحتاج للخروج من دوامته و تخفيف الضغط على نفسه اما ان يوقف التدخين لينسجم سلوكه مع قناعاته او ان يغير ايمانه بان التدخين مضر و ان يعتقد انه مجرد عادة مسلية لا ضرر فيها ، او ان يغير نظرته لسلوكه و يرى ان في الحياة أشياء أخرى مضرة و التدخين ليس بتلك الخطورة التي يحاول المحيط ترسيخها مثلا .
علاقة التنافر المعرفي بالاضطرابات النفسية
الانسان كائن معقد و غير كامل ، و في عالمه الداخلي تتعايش الكثير من الأفكار و العواطف و الآراء و المعرفة و القيم التي لا تتناغم دائما ، لكن الديناميكية التي تنشأ. عندما يكون هناك تنافر ادراكي تفي بوظيفة وقائية لسلامة نفسيتنا ، حيث ان الامر خلاف ذلك هو القلق و العقاب الذاتي اللذين نتسبب بهما لأنفسنا لعدم الامتثال للمعايير التي نفرضها على انفسنا سيكونون مدمرين
اضطراب الشخصية النرجسية الشخصية النرجسية منسجمة مع ذاتها ، سلوك النرجسي منسجم مع قناعاته ، أفكاره و سلوكه في تناغم ، هو يعتقد انه افضل من الأخرين ، يؤمن بانه مميز و الكل عليه ان يكون في خدمته فيتصرف على هذا النحو ، لهذا يصعب علاج اضطراب الشخصية النرجسية ، لانه لا يحس بالتنافر المعرفي .
اضطراب الوسواس القهري : دائما ما يحس صاحبه بالتناقض بين سلوكه و قناعاته ، و هو في دوامة لا تنتهي من القلق و التوثر و الضغط النفسي و بالتالي فهو يختبر التنافر المعرفي ما يجعله يبحث عن علاج لحالته .
من هنا نستنتج ان وجود التنافر المعرفي مع الاضطراب النفسي مسالة إيجابية من حيث العلاج

يعتبر التثقيف النفسي الأسري أداة قيمة للغاية في مساعدة الاطفال والمراهقين، وكذلك أسرهم ، على فهم طبيعة المشكلة النفسية. أنه يوفر الادوات التي تمكن الأطفال وأولياء أمورهم من إدارة مواقف الحياة اليومية بشكل أفضل وتعزيز الإستقلالية والتوازن الأسري.
في دراسة أجريت في جامعة برشلونة وجد أن التدخلات النفسية التربوية فعالة بشكل خاص خلال المراحل المبكرة من المرض العقلي، عندما تكون الأعراض لا تزال خفيفة. في هذه الحالات يكون معدل الشفاء أعلى وتتحسن نوعية الحياة.
كم خلص تحليلا أجري في جامعة تيانجين ألى أن التثقيف النفسي على المدى القصير يقلل من الإنتكاسات ويعزز الرعاية قصيرة الأجل.
يقدم التثقيف النفسي للعائلات ثلاث مزايا مهمة يجب معرفتها:
1-يسمح لك بمعرفة تفاصيل عن المشكلة النفسية الأساسية، فمثلا عندما يكون اضطرابا نفسيا عند الأطفال او المراهقين فهو يتيح لهم فهم ما يمرون به بشكل أفضل بحيث يقدم لهم إجابات على العديد من أسئلتهم
لذا فأحد الأهداف الرئيسية للتدخلات النفسية التربوية هو مساعدة الأسر على فهم آلية الإضطراب النفسي لتعزيز سلوكيات أكثر تكيفا والحد من الضرر.
2-تطوير موقف أكثر إيجابية تجاه مشكلة نفسية : يوفر التثقيف النفسي مساحة احتواء آمنة للأطفال أو المراهقين وأولياء أمورهم للتعبير عن مخاوفهم وانعدام الأمن لديهم ،والحد من المشاركة العاطفية المفرطة والنقد والشعور بالذنب والعداء، وتعزيز المرافقة وتحسين جو الأسرة. هذا النوع من التدخل يجعل من الممكن تعديل التوقعات ويمنح للأسرة الثقة لمواجهة المشكلة بأفضل طريقة ممكنة.
3-يحسن نوعية الحياة والرفاهية:يوفر التثقيف النفسي للعائلة أرشادات واضحة لتقليل التوتر وزيادة الكفاءة الذاتية. وعادة مايقلل من الشعور بالعجز والحد من القلق وخلق بيئة أكثر استباقية لجميع أفراد الأسرة وهكذا يميل الأداء الوظيفي للطفل أو المراهق ألى التحسن جنبا إلى جنب مع رفاهيته وتوازنه النفسي.
وأخيرا يجب توضيح أن هذه التدخلات النفسية للأسرة عادة ما تكون في أيدي أخصائي نفسي أو لدى مهنيين حاصلين على تدريب ويمتلكون مهارات لاكتشاف وتوجيه الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية وأسرهم.

بات الاكتئاب عرض ظاهر في الآونة الأخيرة، في جميع العلاقات، حتى الإنسان مع نفسه أصبح يشعر به، لكن عندما نتحدث عن زوجين احدهما مكتئب هنا تصبح المشكلة كبيرة، نظرا للمسؤولية والضغوط النفسية على زوج من الزوجين و كذلك فقدان الحرية المطلقة و حياة العزوبية، و غالبا يكون الرجل أكثر عرضة للاكتئاب واكتر صعوبة في العلاج لأنه داما يميل إلى الانطوا و كبت مشاعره.
اعراض الاكتئاب:
-الانعزال و الوحدة;
-الشرود والصمت;
-فقدان الشغف للأشياء معتادة الاستمتاع;
-الارق او فقدان النوم;
-فقدان الرغبة في الحياة;
-الخمول و عدم القدرة بالقيام بالمهام اليومي;
-فقدان الرغبة في العلاقة الحميمة;
*من اهم الأسباب التي تؤدي إلى الاكتئاب:
-المشاكل الزوجية، والشعور بالاهمال والإحباط من الشريك
– الضغوطات المالية، تضخم مسؤوليات الحياة وكترة المطالب
-مشاكل في العمل
-موت احد افراد العائلة…..
– يجب على كل زوج ان يسعى إلى مساعدة شريكه في هذه المرحلة نظرا لحساسيتها، قد تكون هي سبب الطلاق و الافتراق،
*كيفية المساعدة;
-احترام الحالة النفسية لشريك
-تحضير المفاجأت و الهدايا
-الاستماع
-الاعتناء و التعبير عن المشاعر
-الإحاطة بالناس الايجابين..
الاكتئاب امر لا يستهان به قد يؤدي إلى الانتحار, لذا اذا استصعب الأمر بين الأزواج في المعالجة استوجب استدعاء مستشار اسري او معالج نفسي للمساعدة..

coach دونية احبيبي

يعد إلمام الزوجة باحتياجات زوجها والزوج باحتياجات زوجته و الإهتمام بها والحرص على توفيرها من أهم أسس نجاح العلاقة الزوجية.لذلك نجد أن أهم أسباب المشاكل بين الزوجين هي عدم إلمامهما باحتياجات بعضهما البعض، بل في بعض الأحيان نجد أن لا الزوجة مدركة لاحتياجاتها ولا الزوج مدرك لاحتياجاته فما بالك باحتياجات الشريك.

لذلك سنتطرق في مقالنا هذا لأهم الإحتياجات عند كل من المرأة والرجل.

إحتياجات المرأة:

_الإهتمام

_الأمان

_الإنصات

_المساندة

_الإحترام

_الإخلاص

_العطاء:مادي و معنوي.

إحتياجات الرجل:

_الإستقلالية

_الأولوية

_الثقة

_التقبل

_التقدير و احترام

_الأفضلية

_التشجيع

بقلم: كوتش سناء الزعيم

التربية ليست بالأمر الهين على الإطلاق خصوصا الوجه الإيجابي منها فهو أكثر صعوبة و تعقيدا.لذلك يجب ان نتحلى بالصبر ونسعى لبناء علاقة قوية و جميلة مع أبنائنا.فالتربية هي العلاقة،لاوجود لتربية إيجابية دون علاقة جيدة ،فكلما كانت العلاقة بين المربي والطفل جيدة كلما كانت التربية سهلة ومريحة و إيجابية.

لذلك يجب الحرص دائما على حفظ كرامة الطفل والإبتعاد عن أي أسلوب تربوي فيه إهانة لأنه مدمر للعلاقة وينتج عنه:

_إضعاف شخصية الطفل

_الرفض والتمرد و العناد

_تدمير العلاقة بين المربي والطفل

_يولد لدى الطفل ردود أفعال سلبية قد تتحول الى إضطرابات سلوكية نفسية تربوية و إجتماعية.

إليك عزيزتي المربية عزيزي المربي أهم مدمرات العلاقة التي يجب الإنتباه إليها وتجنبها:

_الضرب

_الصراخ

_الإهانة والتوبيخ

_المقارنة

_التسلط

_القهر

_ عدم انصات

_العقاب

_اللوم والعتاب

_السخرية

_التشكيك

_الأوامر

_التهديد

المبالغة في التوجيه و إعطاء النصائح.

كوتش سناء الزعيم

لاشك أن وجود أخ أو عدة إخوة للطفل يعتبر من الأمور الطيبة التي تترك في الأغلب أثرا نفسيا جيدا على الطفل ولا تشعره بالوحدة، وتمده بالدفء العائلي خصوصا أذا كان عمر الإخوة متقاربا.ولكن على الرغم من الايجابيات الكثيرة للعلاقة الأخوية إلا أن هناك بعض السلبيات التي ربما تتسبب في أثار نفسية مدمرة على بعض الأطفال .
بالطبع يمكن أن تكون هناك خلافات بين الأخوة بشكل طبيعي وليس ضروريا أن يكونوا أصدقاء حتى لو كانوا في المرحلة العمرية نفسها نضرا لاختلاف الشخصيات والميول ، ومن أخطر مؤشرات الخلل في هذه العلاقة هو محاولة السيطرة من طرف على الآخر ومحاولة إخضاعه.
وفي دراسة نشرت في مجلة “العنف بين الأشخاص”قال الباحثون ان نسبة تتراوح بين 50 ألى 80 في المائة من المراهقين أشاروا ألى أنهم يتعرضون لنوع من أنواع الإعتداء من قبل الإخوة Sibiling abuse.سواء كان هذا الاعتداء لفظيا أو جسديا أونفسيا، وأوضحت الدراسة أن معظم الأفراد الذين يتعرضون للعنف بين الأخوة يبوحون بمثل هذه الوقائع وأن الأمور تبدو كما لو كانت طبيعية بعد مضي فترة من الزمن.ولكنها تترك أثرا نفسيا سلبيا على الطفل او المراهق الضحية ، حيث يفقد ثقته في أقرب المحيطين به ويعاني من الإكتئاب واضطرابات الأكل سواء فقدان الشهية أو العكس، وأيضا تحدث اضطرابات مابعد الصدمة traumatic stress في حالات الضرب، وتكون الفتيات هي الأكثر عرضة لحدوث هذه الإعتداءات.
ويجب على الآباء معرفة أن التطرق إلى المقارنة بين الإخوة من أكثر الأشياء المدمرة لعلاقة الأشقاء وتسبب حدوث الكراهية بينهم رغم أن الأباء لا يلجأون إلى عقد هذه المقارنات إلا لتحفيز الطرف الأقل وتشجيعه أما الإخوة فهناك منافس أمامه ولا يمكنه تجنبه وهذا ما يمثل ضغطا نفسيا زائدا عليه و قد يقوم بتعويض ذلك بالإعتداء البدني أو النفسي على شقيقه.
وتشير الدراسة إلى ان الآباء يجب عليهم الا يتجاهلوا بعض الملاحظات في تعامل الإخوة كالسخرية الدائمة وتعمد الإهانة ،وعدم تجاهل شكاوى الإخوة الأصغر والتعامل معها بجدية حتى لاتتفاقم ويجب التدخل بحكمة لمنع السيطرة وإيذاء الآخر.

أظهرت التحاليل التي أجراها الأخصائي النفسي جون جوثمان في جامعة واشنطن على التفاعلات بين الأزواج خلال أوقات الصعود والهبوط ،الروابط العاطفية التي تبقي الزوجين معا ،والمشاعر المدمرة التي تحطم الزيجات ،لدرجة أنه استطاع التنبؤ بالأزواج الذين سوف ينفصلون في غضون ثلاث سنوات بنسبة تصل 94% .(الذكاء العاطفي لدانيال جولمان صفحة 183 ).

هذا يجعلنا نفهم الجانب المظلم من تلك المشاعر التي تقود الأزواج الى الصراع بدل حل المشكلات والمضي قدما باسرهم الى بر الأمان. فالمشاعر هي الدوافع التي تحرك الانسان بعد ما يكون العقل وافق تلك المشاعر ،وقد ثبت علميا أن هناك عقلان عقل عاطفي وعقل منطقي وأن مستقر كل العواطف والمشاعر هي اللوزة لدى الإنسان في الدماغ .فالطبيعي هو أن يكون اتساق بين العقل العاطفي والعقل المنطقي ،ولكننا أصبحنا نرى أن المشاعر هي الطاغية على العقل وهي القائد دون تفكير وبذلك أصبحنا اكثر بدائية .وهذا ما أصبحنا نراه في حياتنا اليومية من سطو عاطفي في جميع مجالات الحياة في غياب تام للعقل. لكن ما يهمنا هنا هي تلك المشاعر التي تدمر العلاقات الاسرية بسبب عدم امتلاكم للمهارات الاساسية للتنسيق بين المشاعر والتفكير ،والتي تم تقسيمها الى خمسة مجالات حسب سالوفي وزميله جون ماير (الذكاء العاطفي لدانيال جولمان صفحة 76 ).

1. تعرف الشخص على مشاعره الخاصة أو يعرف بالوعي والادراك الذاتي .
2. التحكم في المشاعر .
3. تحفيز الذات .
4. التعرف على مشاعر الغير .
5. إدارة العلاقات .

وكذلك البعد عن الدين الصحيح الذي يهذب الأخلاق لكلا الزوجين منذ الصغر وبذلك يكتسبون القدرة على ضبط التصرفات التلقائية التي غالبا ما ينتج عنها خلافات تنتهي بالطلاق.

“وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم “[سورة فصلت: 34-36].

يقول الله عز وجل: ومن آياته ان جعل لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذالك لايات لقوم يتفكرون. صدق الله العظيم. ان مثالية الأسرة لا تتجلى في خلوها من المشاكل والضغوطات الحياة وإنما ذالك راجع لعمق العلاقات المبنية على المودة والرحمة بين الزوجين والثقة والحب والحميمية بين جميع أفراد الأسرة. اسس ومقومات الأسرة المثالية: ومن اهم مقومات الأسرة المثالية ان يكون إختيار كل من الزوج والزوجة لبعضهما البعض مبنيا على التوافق الاجتماعي والفكري والثقافي حيت يكون التفاهم سهلا ومرنا بينهما. كما يجب ان تكون تربية الابناء سليمة وقائمة على مكارم الاخلاق والدين فيعيش بذالك أفراد الأسرة في جو يسوده النضام والانضباط المعتدل. وتكون الأسرة مثالية إدا كان فيها الحوار بين الابناء والاباء فالحوار يعزز الثقة بينهم ولا يسمح لأي فرد في الأسرة ان يتعدي على غيره أو يسلبه حقه فالكل يعرف حدوده وما له وما عليه،ويتعلم الجميع إحترام بعضهم البعض والالتزام والصدق والحميمية وان هو يكونو يدا واحدة في مواجهة ضروف الحياة وتقلباتها والتعامل مع الضروف الخارجية فيستطيعون تخطي العقبات والصعاب مهما كانت شديدة لانهم يستمدون القوة من بعضهم البعض. كما نجد في الأسرة المثالية الاحترام والعطف حيت يحترم الصغير الكبير ويعطف الكبير على الصغير،في هده الأسرة يعطي الاباء التوجيه والارشاد لابنائهم الى ان يصلوا الى النجاح والتوفيق الذي يمنحهم الرضى عن أنفسهم. ولأن الأسرة نواة المجتمع فإن للأسرة المثاليه دورا كبيرا في إستقرار المجتمع وزيادة حجم التكافل والترابط فيه فكلما كان أفراد الأسرة يتمتعون بالامان والاستقرار كلما كانو اشخاصا منتجين في مجتمعاتهم منشغلين بتطوير أنفسهم. كلما صلح الفرد صلحت الأسرة وكلما صلحت الأسرة صلح الفرد فهي علاقة تبادلية سليمة متماسكة ومترابطة اجرائها ولا تقبل القسمة او التجزيئ. كوتش فاطمة الزهراء