

Abdellah LALAOUI
كوتش أسري
زوجتي مايكل تايسون: مع الكوتش عبدالله العلوي
5 يوليو، 2025 in حياة
زوجتي مايكل تايسون:
حينما تتحول العلاقة الزوجية إلى حلبة صامتة
صراع السلطة والهيمنة في الزواج الحديث بين التحديات النفسية والحلول العلاجية
في عالم سريع التغيرات، حيث تنقلب الأدوار وتتداخل الأصوات، برزت ظاهرة لا تزال تحيا في الظلال. ظاهرة الرجل الذي يعيش في بيته مكسور الخاطر، يتحدث بصوت خافت، ويبتلع غضبه كمن يبتلع مرارة يومه.
محمد، موظف في الأربعين، يقول بصوت منكسر لمستشاره الأسري:
“أنا ماشي راجل فالدار… كلمتي ما كتسواش قدامها… كل كلمة كتخرج من فمها كتضرني أكثر من لكمات تايسون”.
زوجته أنيقة، مثقفة، محبوبة من الجميع. لكنها في الخفاء تتحكم بكل التفاصيل، تهمش وجوده، وتكتم أنفاسه.
هل يعقل أن يتحول الدفء الزوجي إلى ساحة قتال صامتة؟ هل يمكن أن تتحول المرأة، في بعض الحالات، إلى مصدر عنف نفسي يفتك بالكرامة والسكينة؟
سؤال يستحق التوقف عنده لا من باب الإدانة، بل من باب الفهم والإصلاح.
الهيمنة الزوجية لا تعني الصراخ أو الضرب، بل تتسلل غالبا في صمت. تظهر في الانتقادات المتكررة، في التحكم المالي، في الاستخفاف المستمر بشخصية الشريك.
علم النفس العلاجي الحديث يتحدث اليوم عن مفهوم “الهيمنة النفسية الخفية”، وهو نمط من العلاقات يقوم على تفكيك الطرف الآخر دون استعمال أدوات العنف التقليدية.
ضمن هذا السياق، يقدم العلاج البنيوي تصورا عن كيف يمكن لاختلال التوازن بين الزوجين أن يؤدي إلى تفكك الأدوار وغياب الاحترام المتبادل.
في حين يسعى العلاج السردي إلى مساعدة الطرف الضعيف على إعادة صياغة قصته، لا كضحية، بل كفاعل قادر على التغيير.
في دراسة أجريت في جامعة لوند السويدية سنة 2021 على 114 رجلا عانوا من هذا النوع من العلاقات كشفت أرقاما صادمة:
- 68 بالمئة أظهروا أعراض قلق مزمن.
- 52 بالمئة انسحبوا اجتماعيا.
- 40 بالمئة فكروا في الانفصال لكنهم عجزوا عن التنفيذ.
هذه المعاناة لا تجد صداها في الإعلام ولا في كتب الإرشاد، لأنها ببساطة غير مرئية، وتحاصرها الصور النمطية عن الرجولة والسيطرة.
في خرجة مع صديق لي رفقة عائلته روى لي رجل خمسيني من أقرباء صديقي تجربته قائلا:
(كنت كل ما نحاول نهضر، كتقاطعني، كتهرس ديما كلمتي قدام أولادي. بقيت ساكت حتى ما بقاش عارف نهضر)
بعد ذلك دعوته الى جلسة علاجية اشتغلنا فيها على تمارين اليقظة الذهنية وتوكيد الذات بطريقة غير صدامية … سنة واحدة كانت كافية ليبدأ في استرجاع صوته، وفي إعادة التفاوض على موقعه داخل الأسرة، دون عدوان ولا انتقام.
هناك مؤشرات واضحة على أن السنوات القادمة ستشهد انفتاحا أكبر على الحديث عن العنف النفسي والجسدي النسائي كجزء من إشكالية أوسع حول اختلال التوازن في العلاقات.
ستزداد الحاجة إلى تدخلات علاجية تحترم الطرفين، وتقوم على مبدأ الشراكة لا المحاسبة.
كما أن مفاهيم جديدة ستولد عن الذكورة الصحية، التي لا تقاس بالقوة أو السلطة، بل بالوعي العاطفي والقدرة على المشاركة الحقيقية.
عزيزي قارئ هذه المقالة :
ليس من العيب أن تعترف بأن صوتك بدأ يخفت. العيب أن تصمت حتى يختفي تماما.
الاعتراف ليس ضعفا، بل هو أول الطريق نحو الاستعادة.
خصص وقتا أسبوعيا للحوار مع شريكك، حول ما لا يقال عادة. لا تشر بأصابع الاتهام، بل بقلق الإنسان الباحث عن معنى.
وربما آن الأوان لنطرح سؤالا أعمق:
هل نجرؤ كمجتمع على الاعتراف بأن الهيمنة… لا جنس لها؟
مع الكوتش :عبدالله العلوي

البرود العاطفي في العلاقات الزوجية – مع الكوتش عبدالله العلوي
28 يونيو، 2025 in حياة
هل تشعر أن علاقتك الزوجية أصبحت روتينية؟
هل اختفت الكلمات الدافئة، واللمسات البسيطة، والمشاعر التي كانت تلهب القلب في البداية؟
هذا ما يعرف بـ البرود العاطفي، أحد أكثر الظواهر التي تهدد استقرار العلاقة بين الزوجين.
في هذا الفيديو، يناقش الكوتش والمعالج الأسري عبدالله العلوي هذا الموضوع الحساس بكل إنسانية وصدق، ويكشف:
– أسباب البرود العاطفي وكيف يتسلل بصمت إلى الحياة الزوجية
– كيف نفرق بين الهدوء الصحي والجمود العاطفي
– خطوات عملية لإعادة الدفء والاتصال العاطفي بين الشريكين
هذا الفيديو موجه لكل من يريد أن يُعيد الحياة إلى مشاعره، ويبني علاقة زوجية أكثر قربا وحميمية.
#البرود_العاطفي #العلاقات_الزوجية #الزواج #العاطفة_بين_الزوجين #الكوتش_عبدالله_العلوي

التعامل مع الاختلافات الشخصية في الزواج – مع الكوتش عبدالله العلوي
28 يونيو، 2025 in حياة
في هذا الفيديو، نتحدث بعمق وواقعية عن أحد أكبر التحديات التي تواجه الأزواج: التعامل مع الاختلافات الشخصية في الزواج. هل فعلا الاختلاف يفسد للود قضية؟ كيف نتعامل مع الشريك عندما تختلف طباعه، أولوياته، أو طريقته في التواصل مقارنة بنا ؟
وهل يمكن تحويل الاختلاف إلى فرصة للنمو والتقارب بدل أن يكون سببا للصدام والتباعد؟
في هذه الحلقة، يقدم لكم الكوتش والمعالج الأسري عبدالله العلوي أدوات عملية وفهما إنسانيا متوازنا للتعامل مع هذه التحديات اليومية في العلاقة الزوجية. سواء كنت مقبلا على الزواج، أو تعيش علاقة طويلة الأمد،
هذا الفيديو سيساعدك على فهم أعمق لنفسك ولشريكك، وكيف تبني علاقة صحية رغم الاختلاف.
#الزواج #الاختلافات_الزوجية #علاقات_زوجية #إرشاد_أسري #الكوتش_عبدالله_العلوي

أسرار الزواج الناجح الطويل الأمد – مع الكوتش عبدالله
27 يونيو، 2025 in حياة
#الزواج_الناجح #كوتش_عبدالله #العلاقات_الزوجية #الإرشاد_الأسري #نصائح_زوجية #تطوير_الذات
في هذا الفيديو المميز يكشف لكم الكوتش عبدالله عن أسرار الزواج الناجح طويل الأمد، بناء على تقنيات الإرشاد الأسري والتدريب الزوجي. موضوعنا لهذا الفيديو مناسب للمقبلين على الزواج والمتزوجين على حد سواء، ويركز على حلول عملية مبنية على العلم والخبرة.
– ما الذي يجعل العلاقة الزوجية تستمر رغم التحديات؟
– كيف نحافظ على الحب، الاحترام، والتواصل الصحي مع مرور السنين؟
– كيف نتجاوز الخلافات دون أن تترك ندوبا في العلاقة؟

زوجتان وقلب واحد الأمان العاطفي كحق إنساني في تجربة الزوجة الثانية والأولى-مع الكوتش والمعالج الاسري : عبدالله العلوي
21 يونيو، 2025 in حياة
زوجتان وقلب واحد
الأمان العاطفي كحق إنساني في تجربة الزوجة الثانية والأولى
في جلسة علاجية حضرتها “س” زوجة أولى بعد زواج زوجها “خ” بامرأة ثانية تدعى “ج”، همست قائلة إنها لا تعترض على الشرع لكنها تشعر أنها بلا وطن لم تكن كلماتها عن الغيرة فقط، بل كانت صرخة غير معلنة تطلب الأمان العاطفي الذي تزلزل فجأة وفي جلسة أخرى، قالت الزوجة الثانية إنها لا تبحث عن تملك، بل عن حضن تستقر فيه بين هذين الصوتين تتجلى الحقيقة المؤلمة التعدد ليس فقط شأنا قانونيا أو دينيا، بل شبكة معقدة من الاحتياجات العاطفية التي تتقاطع وتتصادم أحيانا.
دراسة أجراها مركز بحثي في الشرق الأوسط 2021 أشارت إلى أن أكثر من سبعين في المئة من الزوجات الأوليات في زواجات متعددة يعانين من شعور متكرر بانعدام الأمان العاطفي بعد زواج الزوج من ثانية بينما عبرت قرابة تسعة وخمسين في المئة من الزوجات الثانيات عن شعور داخلي بالذنب أو عدم القبول الاجتماعي … هذه الأرقام تكشف أن التعدد لا يفتقر فقط إلى تنظيم اجتماعي واضح، بل إلى فهم نفسي عميق لطبيعة العلاقة العاطفية بين الأطراف الثلاثة.
هل يمكن لمعادلة التعدد أن تشمل شعورا آمنا لكلا الزوجتين وهل من الممكن أن يتقاسم قلب رجل طمأنينة حقيقية دون أن يظلم وما هي الشروط النفسية التي تجعل من التعدد علاقة لا تسحق فيها المشاعر، بل تعاد هيكلتها بوعي وإنصاف.
الأمان العاطفي هو أن يشعر الإنسان بالقبول والاستقرار داخل علاقة تسمح له بأن يكون محبوبا حتى في لحظات ضعفه وفق نظرية التعلق الآمن فإن غياب هذا الأمان يولد حالة تهديد داخلي تشبه الخطر الوجودي ومن زاوية العلاج الأسري البنيوي فإن التعدد يهز توازن العلاقة الأسرية ويربك حدود الولاء والانتماء، ما يتطلب إعادة هيكلة لا قانونية فقط، بل شعورية أيضا.
في الواقع ينظر غالبا إلى الزوجة الأولى كمن فقدت حصرية الحب، وإلى الثانية كمن دخلت ساحة صراع عاطفي غير متوازن كلتاهما تحمل أسئلة داخلية قلقة هل ما زلت محبوبة، هل أنا كافية، هل لي مكان لا ينازعني فيه أحد … في العلاج بالقبول والالتزام يقدم المعالج أدوات تساعد على التعايش مع هذا الألم بدون إنكار، وبناء مرونة نفسية تمكن من احتواء المشاعر المتضادة دون الانهيار.
في أحد التمارين العلاجية مع الحالة “س” و “ج” كلفت كل زوجة بكتابة رسالة إلى ذاتها من داخل الأزمة إحدى الرسائل قالت أنا أستحق أن أرى وأن أسمع حتى وإن لم أعد الوحيدة في قلبه هذا التمرين كشف عن صراع داخلي بين تقدير الذات والخوف من التهميش.
“خ” بدوره يعيش غالبا معاناة لا يفصح عنها كيف يقسم قلبه دون أن يتمزق أدوات العلاج الأسري التفاعلي تساعده على بناء قيادة عاطفية عادلة لا تقوم على التوزيع الكمي بل على الإنصات والتفاوض الواعي مع مشاعر كل زوجة…
قالت “س” ليته كان عادلا في مشاعره كما هو في مصروفه هذا التصريح يكشف أن التحدي لا يكمن في تقسيم المال بل في عدالة الشعور وهنا تبرز أهمية أدوات مثل مقياس الأمان العاطفي في العلاقات لتقييم أثر التعدد على التوازن الداخلي لكل طرف.
في تجربة عملية تم تدريب الزوج “خ” على تقنية الإصغاء الكامل لكل زوجة على حدة دون مقاطعة، وتدوين مشاعره بعد كل لقاء هذه التقنية ساعدته على ملاحظة الانحيازات اللاواعية التي لم يكن يدركها.
ومن منظور اجتماعي نحن بحاجة إلى تفكيك الصور النمطية حول الزوجة الأولى كضحية والثانية كخاطفة غالبا تكون الاثنتان في حالة بحث داخلي عن الأمان لا صراع خارجي على رجل.
مجتمعاتنا إن أرادت تقليل نسب الطلاق المرتبطة بالتعدد، مطالبة بإعادة النظر في البنية النفسية لهذا النمط من العلاقات ربما نحتاج إلى برامج إعداد نفسي قبل التعدد تشبه برامج التأهيل قبل الزواج الأول.
هل يمكن للزوجة الأولى أن تتعافى نفسيا دون استعادة الصدارة نعم إن تمكنت من إعادة تعريف ذاتها بعيدا عن مفهوم الحصرية الصدارة ليست دائما في الترتيب بل في العمق؟
هل تستطيع الزوجة الثانية أن تحب دون أن تحمل وزر الذنب نعم إن تحررت من صورة الخاطفة وبدأت تحب من موقع ناضج وليس دفاعي؟
وهل يمكن للرجل أن يخلق بيئة يشعر فيها الطرفان بالأمان دون أن يفقد ذاته نعم إن تخلى عن عقلية التوزيع الإداري وتبنى قيادة عاطفية إنسانية؟
الشفاء ممكن والحب بلا ذنب ممكن وعدالة المشاعر ممكنة لكن كل ذلك لا يحدث صدفة، بل يحتاج إلى وعي وشجاعة وتدخل علاجي دقيق.
الكوتش : عبد الله العلوي

جيلان على طاولة واحدة: كيف نحول الصدام إلى حوار – مع الكوتش عبدالله العلوي
16 يونيو، 2025 in حياة
جيلان على طاولة واحدة:
كيف نحول الصدام إلى حوار؟
في إحدى الجلسات العلاجية، قال شاب مراهق بصوت مرتفع لوالده، انت لا تفهمني، فأجابه الأب بهدوء، انت تتسرع دائما وتظن انني لا انصت اليك. هذا النوع من الحوارات ليس غريبا، بل يتكرر في عدد كبير من البيوت، حيث يقف الآباء والأبناء على طرفي نقيض، كل منهما يحمل رؤية مختلفة للعالم.
المشكلة لا تكمن فقط في اختلاف الآراء، بل في غياب المساحات الآمنة التي تسمح للطرفين بالتعبير دون خوف من الرفض او الحكم. وتشير دراسات حديثة الى ان اكثر من سبعين في المئة من الآباء يعانون من صعوبة في التواصل مع أبنائهم المراهقين، بينما يرى خمسة وستون في المئة من الأبناء ان آباءهم لا يفهمون التحديات اليومية التي يواجهونها. هذه الارقام تعكس فجوة حقيقية تحتاج الى تدخل واع ومستمر.
في الماضي، كانت القيم العائلية تعتمد على الثوابت واحترام التقاليد، وكان التواصل قائما على التوجيه من الأعلى الى الأسفل. لكن اليوم، وفي ظل ثورة التكنولوجيا والانفتاح الواسع على ثقافات متنوعة، اصبح من الصعب المحافظة على نفس أنماط التربية التقليدية دون الدخول في صراعات مستمرة.
لقد سعت نظريات متعددة الى تفسير هذا الصراع، من بينها “نظرية الادوار”، التي ترى ان الخلاف ينشأ بسبب تضارب في المهام التي يؤديها كل جيل، و”نظرية الحدود” التي تشير الى ان غياب الوضوح في الأدوار داخل الاسرة يخلق حالة من التوتر، بالإضافة الى “نظرية الذكاء الاجتماعي” التي تؤكد على اهمية ان يتمكن كل طرف من فهم مشاعر الطرف الآخر لبناء تواصل فعال.
وفي إطار بحث ميداني تطبيقي، قام الباحثون بتحليل خمسين جلسة علاجية لأسر تعاني من صراع بين الأجيال. أظهرت النتائج ان الأسر التي اعتمدت اسلوب الحوار المتكافئ، أي الذي يخلو من الفرض والتسلط، تمكنت من تقليص التوتر بنسبة خمسة وأربعين في المئة. كما تبين ان مشاركة الأبناء في اتخاذ القرارات اليومية للأسرة ساعد في تخفيض الخلافات بنسبة خمسة وثلاثين في المئة.
في إحدى الحالات العلاجية طلبت من الأب ان يصغي لابنه دون ان يقاطعه او يسدي له النصائح. وما ان شعر الابن ان والده يستمع اليه بصدق، حتى تحول الحديث من مواجهة الى حوار بناء. كان ذلك نموذجا بسيطا لكنه قوي التأثير، يؤكد ان الإصغاء الحقيقي يصنع فرقا كبيرا.
لكن التساؤلات تبقى قائمة. هل تستطيع هذه الأساليب ان تصمد في ظل تطورات رقمية متسارعة؟ وهل ستبقى كافية لمواجهة تأثيرات الذكاء الاصطناعي على التواصل البشري داخل الأسرة؟ ثمة من يرى ان بعض التطبيقات الحديثة يمكن ان تعزز مهارات التفاعل والإصغاء العاطفي، الا ان التساؤل الجوهري هو: هل يمكن لهذه الأدوات ان تحل مكان العلاقة الإنسانية المباشرة؟
في الختام، لا توجد حلول سحرية لهذا النوع من التحديات، لكن يمكننا ان نبدأ بإعادة النظر في طريقة تعاملنا مع أبنائنا. إن بناء ثقافة حوار حقيقي داخل الأسرة لا يتطلب معجزة، بل يحتاج الى وعي، وصبر، واستعداد للإصغاء. وحده الفهم المتبادل يمكنه ان يجمع بين جيلين يعيشان في عالمين مختلفين لكن تحت سقف واحد.
الكوتش والمعالج الأسري : عبد الله العلوي

طفلي يتعرض للتنمر: إستراتيجيات أسرية لعلاج الألم واستعادة الثقة – مع الكوتش عبدالله العلوي
15 يونيو، 2025 in حياة
طفلي يتعرض للتنمر:
إستراتيجيات أسرية لعلاج الألم واستعادة الثقة
في إحدى المدارس الخاصة بمدينة الدار البيضاء، توقفت طفلة في التاسعة من عمرها عن الكلام بشكل مفاجئ. لم تعد ترسم، لم تعد تتحدث، ولم تعد تشارك في القسم أو تنظر حتى في عيني والدتها. الصمت كان ثقيلا. وبعد أسابيع من البحث والملاحظة، اكتشفت الأم أن زميلا يسخر من شكل شعرها المجعد والقصير يوميا أمام زملائها.
هذه القصة ليست استثناء. بحسب تقرير صدر عن منظمة اليونيسف في المغرب عام 2023، واحد من كل أربعة أطفال مغاربة يتعرض لأحد أشكال التنمر داخل المؤسسات التعليمية. ولكن السؤال الأعمق ليس فقط لماذا يتنمر الأطفال، بل كيف نحمي أبناءنا من كسر داخلي قد يرافقهم مدى الحياة؟ كيف نعيد إليهم ثقتهم بأنفسهم، وكرامتهم التي تنكمش بصمت كل يوم؟
التنمر لا يحدث بالصدفة. هو نمط سلوكي قهري يتكرر ضمن علاقات غير متوازنة في القوة. قد يكون جسديا، أو لفظيا، أو اجتماعيا، أو رقميا، لكن الجوهر واحد: إيذاء نفسي مستمر يترك الطفل معزولا، مشوشا، وربما منطفئا من الداخل.
نظرية التعلق التي تناولها دانيال سيجل في كتابه “قوة الحضور” توضح أن الطفل الذي لا يحظى بعلاقة آمنة مع والديه، يصبح أكثر عرضة لأن يكون ضحية أو حتى متنمرا. المرونة النفسية، كما طرحها ستيفن هيس وزملاؤه، هي واحدة من أهم الأدوات الدفاعية. الطفل المرن لا يعني أنه لا يتأذى، بل يعني أنه لا ينهار بسهولة. وهناك أيضا ما كشفته بحوث علم الشبكات الاجتماعية في السنوات الأخيرة، من أن التنمر غالبا ما يُبنى داخل أنظمة غير مرئية: تكتلات الأقران، ديناميات السلطة، ردود فعل الراشدين.
دراسة منشورة في مجلة علم نفس الطفل والأسرة عام 2021 أثبتت أن الأطفال الذين تعرضوا للتنمر دون دعم أسري فعال كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب. في المقابل، دراسة صادرة عن مركز التربية الواعية سنة 2022 بينت أن ممارسة أنشطة اليقظة الذهنية مع الأطفال في المنزل تخفف بنسبة 45 بالمئة من آثار التنمر عليهم.
في إحدى جلسات الدعم الأسري، بكت أم بحرقة وهي تقول إنها لم تلاحظ علامات الإهانة على ابنها، رغم أنه كان يتهرب من المدرسة ويُكثر من النوم. حين بدأنا تدريبه على استراتيجيات الحماية الذاتية، وفي إطار سردي داعم، عاد إليه صوته. قال يوما لأمه: اليوم أنا اللي قلت لهم يسكتوا.
في الريف الفرنسي، سنة 2016، تعرض طفل يدعى جونيور للتنمر بسبب لكنته الإفريقية. لم تجد العقوبات التقليدية نفعا. والدته لجأت إلى الكتابة السردية. جعلته يدوّن يومياته، التي تحولت إلى قصة مصورة. قرأها أمام زملائه. اعتذروا له. اليوم، جونيور طالب أدب وناشط في حملات مناهضة للتنمر.
المستقبل يحمل فرصا جديدة. الذكاء الاصطناعي بدأ يدخل على خط رصد التنمر داخل الفصول الدراسية عبر تحليل الأنماط السلوكية. مؤسسات تعليمية في أوروبا تتحول اليوم نحو إدماج مادة الذكاء العاطفي في مناهجها الأساسية. وفي المغرب، بدأنا نلمس حراكا متزايدا في هذا الاتجاه.
من خلال تجربتي في الكوتشينغ والعلاج الأسري، أرى أن أقوى التدخلات ليست دوما تلك التي نأتي بها من الخارج، بل تلك التي نبنيها من الداخل، من البيت. إليك بعض ممارساتي العملية التي أثبتت نجاعتها، وكلها مستمدة من مدارس علاجية متقدمة:
من المدرسة المعرفية السلوكية: تمرين إعادة بناء الفكرة. ندرب الطفل على تحدي أفكاره السلبية مثل “أنا لا أساوي شيئا” وتحويلها إلى عبارات دعم ذاتي مثل “أنا أستحق أن أُحترم”.
من المدرسة السردية: ورشة البطل الداخلي. يطلب من الطفل أن يعيد سرد قصته مع التنمر، لكن من منظور المنتصر.
من مدرسة القبول والالتزام: تقنية أنا لست أفكاري. يكتسب الطفل مهارة التمييز بين من يكون، وما يُقال عنه.
من العلاج الأسري البنيوي: تقوية تحالف الحماية بين الأبوين. حضور مشترك، رسائل موحدة، دعم لا يتزعزع.
من اليقظة الذهنية: تمرين تنفس الأسد. يسمح للطفل بتفريغ الغضب بشكل صحي وآمن دون كبت أو عنف.
كل هذه الأدوات يمكن إدماجها يوميا، في البيت، دون حاجة لجلسات طويلة أو خطط معقدة. فقط نحتاج حضورا حقيقيا، إنصاتا حقيقيا، وتصميما على ألا نترك أبناءنا يواجهون العنف وحدهم.
طفلك لا يطلب منك أن تكون خارقا، فقط أن تكون موجودا حين يؤلمه شيء. أن تسأله كيف كان يومه، أن تصدق حزنه، أن تسانده حين يشعر بالخذلان. كل خطوة صغيرة في هذا الاتجاه تعني الكثير.
من المرجح خلال العقد القادم أن تنتقل الأسر من مرحلة رد الفعل إلى التدخل المبكر. ستكون الوقاية النفسية أكثر أهمية من العقاب، وسيصبح من الطبيعي أن يكون في كل بيت قاموس عاطفي يُستخدم يوميا.
ويبقى السؤال الذي يجب أن نسأله لأنفسنا الآن: هل نربي أبناءنا ليصمتوا أمام الظلم؟ أم نهيئهم ليعيدوا رسم المعايير التي تجعل من التنمر مقبولا؟
ربما نحتاج أن نبدأ من أنفسنا. أن نكون صوتهم، حتى يجدوا صوتهم.
الكوتش والمعالج الاسري : عبد الله العلوي كمال

كيف نربّي أطفالا يتمتعون بالاستقلالية و الثقة – مع الكوتش : عبدالله العلوي
15 يونيو، 2025 in حياة
في زمننا هذا، لم تعد التربية مجرد قائمة من الأوامر والنواهي… ولم يعد المطلوب من الطفل أن يكون مطيعا فحسب، بل أن يكون واعيا، قادرا على اتخاذ قراراته، أن يثق بنفسه، ويواجه الحياة بعقله وقلبه، لا بخوفه ولا بتردده. في هذا الفيديو، نتأمل معا تحولا جذريا في نظرتنا للتربية. لم نعد نربي أطفالا يسيرون خلفنا، بل نبني أناسا يسيرون بثقة في طريقهم، حتى في غيابنا. شاهد هذا الفيديو لتكتشف كيف يمكن أن تتحول التربية من تحكم إلى تمكين، ومن الخوف إلى الثقة، ومن الصراع إلى علاقة متبادلة تقوم على الوعي والاحترام.
#التربية_الواعية #الطفل #الثقة_بالنفس #الاستقلالية #الأسرة #علاقات_صحية #التربية_في_الزمن_الحديث

الأسرة كبيئة داعمة للصحة النفسية – مع الكوتش عبد الله العلوي
14 يونيو، 2025 in حياة
الأسرة ليست فقط مكانا نعيش فيه… بل هي أول حضن نواجه به العالم. منذ اللحظة الأولى في حياتنا، نبدأ بالتفاعل مع محيطنا العائلي، فنكتسب من خلاله مشاعر الأمان أو الخوف، التقدير أو التهميش، الثقة أو التردد. في هذا الفيديو، نفتح باب الحديث عن الأسرة كبيئة داعمة للصحة النفسية، ونتساءل: كيف تؤثر طريقة تعاملنا مع بعضنا داخل البيت على توازننا النفسي؟ وما الذي يجعل العلاقة الأسرية مصدرا للطمأنينة، بدل أن تكون سببا في القلق أو الانهيار؟ شاهد الفيديو حتى النهاية لتكتشف كيف يمكن لعائلتك أن تكون الحصن الأول للسلام الداخلي ولا تنس الاشتراك وتفعيل الجرس ليصلك كل جديد من محتوى يساعدك على بناء علاقات أعمق وأكثر وعيا #الصحة_النفسية
#العائلة #الأسرة_الداعمة #علاقات #نفسية_سليمة #تربية_واعية