النزاع على السلطة داخل الأسرة

Posted on 10 يوليو، 2024

عندما نتحدث عن الصراع على السلطة في الأسرة لا نتحدث عن إصرار أحد الشريكين على أن تكون له الكلمة الأخيرة في نزاعات صغيرة ، لكننا نتحدث عن الوضع الذي يصر فيه احد الشريكين إصراراً كاملا و مستمراً على أن تكون له القيادة في تسيير شؤون الأسرة من أدق تفاصيل الحياة اليومية إلى المسائل الكبيرة و المصيرية.

وإذا بحثنا عن أسباب الصراع على السلطة داخل الأسرة يمكن أن تجد أنه يعود في الأساس إلى مفاهيم اجتماعية سائدة في بعض المجتمعات تفيد بأن للرجل الحق في أن يكون صاحب السيادة في البيت و أن على الزوجة أن تطيع و أن تخضع دون أخذ و رد. و هناك مفاهيم اجتماعية من نوع آخر تفيد بأن من حق المرأة العصرية -و خاصة المتعلمة و العاملة – أن يكون لها موقع السيادة فى البيت فهي جديرة بهذا الموقع لأنها مؤهلة له. فهي سيدة بيتها الآمرة الناهية و ما على الزوج إلا أن يطيع وينفذ الأوامر. وكثير من الأزواج و الزوجات يحملون معهم هذه المفاهيم إلى بيت الزوجية.

هذه المفاهيم هي حالات متطرفة كما يبدو واضحاً ،و لكنها مع ذلك تترك أثرا واضحاً في كل الأسر تقريبًا بطريقة أو بأخرى.

و إذا لم تعالج المشكلة بوعي و تفهم فإن النتيجة ستكون إما أن يتحول الزواج إلى علاقة لا حب فيها – وما أكثر البيوت التي لا حب فيها – مع الحفاظ على شكل الأسرة أمام الناس و المجتمع و إما أن تنهار العلاقة وينتهي الزواج و لكن لحسن الحظ أنه إذا كان الشريكان يحب أحدهما الآخر فبإمكانهما أن يتوصلا إلى حلول وسط في تقاسم السلطة بينهما بحيث يبقى الاحترام سيد الموقف وخدمة الصالح الأعلى للأسرة هي الهدف.

و هناك نوعان من الصراع على السلطة داخل الأسرة:

*الأول يصر فيه احد الشريكين على الانفراد بإدارة دفة القيادة بمعزل عن الشريك الآخر.

* الثاني يخرج فيه احد الشريكين الشريك الآخر من حياته كليا، فهو يتصرف كما لو أن الشريك الآخر ليس موجودا.

و السبيل الوحيد لحل مشكلة الصراع على السلطة داخل الأسرة هو الاعتراف بأن الزواج مؤلف من شريكين كاملي الأهلية لكل منهما افكاره و معتقداته وحاجاته ومشاعره وقيمه ، و هما يقفان على درجة واحدة من الأهمية و القيمة.

وعلى هذا فإن كلاً من الشريكين ملتزم باحترام الشريك الآخر فهو لا يستغله ولا يمحوه من الوجود.

Responses