

imaneelmersi
مدربالأسرة بين الأمس و اليوم
Posted on 12 يوليو، 2024
الأسرة هي النواة الأساسية التي ينبثق منها المجتمع في الأساس لبناء أي مجتمع انساني ، فلولا وجودها لما استطاع الإنسان التقدم بالحياة الاجتماعية و لما استطاع الاستمرار دون شك.
لقد عرفت الأسرة تطورات وتحولات، صاحبتها تغيرات عرفها العالم برمته،من تطور تكنولوجي و سياسي و ثقافي ،تغيرات تمركزت بالاساس على مستوى البنية و القيم.
الأسرة العربية بامجادها و تاريخها و تنوعها الثقافي عرفت تغيرات على مستوى الشكل و المضمون،فكان المعروف في مجتمعاتنا العربية هي الأسرة الممتد، و هي الأسرة التي تقوم على عدة وحدات أسرية تجمعها الإقامة المشتركة و القرابة الدموية ،مركبة تضم الاجداد و الزوجين و الأبناء و زوجاتهم و الاحفاد و الاصهار ، و هي وحدة تتكون من ثلاثة أجيال أو أكثر ، وتتسم بمراقبة انماط سلوك افراد الأسرة و إلتزامهم بالقيم الثقافية للمجتمع و تعد وحدة اقتصادية متعاونة يراسها مؤسس الأسرة الذي تتمركز في يده السلطة و يكون إما الجد أو الابن الأكبر ، و يختصر هنا دور المرأة في العمل المنزلي و تربية الأطفال و الاهتمام بزوجها لتنال رضاه.
بعدها بدأت الأسرة التقليدية في التلاشي و التفكك لتتكون الأسرة النووية حيث تداخلت مجموعة من الاسباب الاقتصادية و السياسية لتجاوز النمط التقليدي الأسري داخل المجتمع العربي و تبني اديولوجيات جديدة كتحديد النسل،تعميم التمدرس،ارتفاع سن الزواج ،ارتفاع معايير الزوج و الزوجة عند الشباب، أصبح الطفل داخل الأسرة جزءاً من التكاليف و لم يعد مصدرا اقتصاديا بل تتوجه إليه جميع الموارد الاقتصادية ، خروج المرأة للعمل.
كل هذا أدى إلى تغيرات جذرية في بناء الأسرة حيث أصبحت السلطة متساوية بين الاناث و الذكور بل أحيانا تتمركز بيد الإناث مما أدى إلى خلل في الوظائف المنوطة بكل فرد و ظهور نزاعات أسرية كثيرة حيث إختلط الحابل بالنابل وتشوهت الأدوار و ضاع الأبناء حينما فقدت الهوية الدينية و المرجعية الإسلامية القائمة على قوامة الزوج و طاعة الزوجة وبر الأبناء .
Responses